ذكر الحافظ ابن الملقّن -رحمه الله تعال- في كتابه الإعلام بفوائد عمدة الأحكام؛ أنّ عمر -رضي الله عنه- روى عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قرابة الخمسمائة وتسعاً وثلاثين حديثاً، وقد اتفق الإمام البخاري والإمام مسلم -رحمهما الله تعالى- على ستّة وعشرين حديثاً منهم، وانفرد الإمام البخاري بأربعٍ وثلاثين حديثاً، كما انفرد الإمام مسلم بإحدى وعشرين حديثاً، حيث لازم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- منذ لحظة إسلامه الرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ممّا كان سبباً في روايته -رضي الله عنه- لعددٍ من الأحاديث عنه-عليه الصلاة والسلام-.[١]


موقف عمر بن الخطاب في رواية الحديث

  • عُرِف عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه تشدده في أمر رواية أحاديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن هذا ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم، أنّ أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- قد روى حديثاً عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الاستئذان من صاحب الدار، فقال له عمر -رضي الله عنه-: "والله لتقيمن عليه بيّنة، -وأضاف مسلم -رحمه الله- في قول عمر: وإلّا أوجعتك-، أمنكم أحد سمعه من النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؟ فقال أبي بن كعب: "والله لا يقوم معك إلّا أصغر القوم، فشهدت معه".[٢]
  • وكان -رضي الله عنه- ينوي أن يكتب السُنن، حتى استشار أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- في الأمر، فأشاروا عليه أن يكتبها -رضي الله عنه-، حيث بقي شهراً يستخير الله تعالى في ذلك.[٢]


أحاديث رواها عمر بن الخطاب

  • (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لاِمْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسولِهِ، ومَن كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).[٣]
  • (إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ).[٤]
  • (لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فإنَّما أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولوا: عبدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ).[٥]


مناقب عمر ين الخطاب

كان لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- العديد من المناقب في الإسلام، وفيما يلي ذكر بعضها:[٦]

  • شهادة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- له بالجنّة.
  • خوف الشيطان منه؛ حيث أخبره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّه لو سلك طريقاً لسلك الشيطان طريقاً آخراً، فقال له: (إيهٍ يا ابْنَ الخَطَّابِ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ).[٧]
  • موافقة الوحي له في العديد من الأمور والمسائل؛ كاتخاذ المسلمين مصلّى من مقام إبراهيم -عليه الصلاة السلام-، وآية الحجاب.
  • الجرأة في إعلاء كلمة الحقّ، وصدقه مع نفسه بالانقياد إلى الحقّ أينما كان.
  • العدل بين الناس جميعهم طوال مدّة إمارته.
  • شهادة كبار الصحابة له -رضي الله عنهم أجمعين- بحسن الخلق والدين، فعن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنّه قال: "ما على ظهر الأرض رجلٌ أحبُّ إليَّ مِن عمر".


المراجع

  1. ابن الملقن، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، صفحة 142. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "تشدد عمر بن الخطاب مع رواة الحديث"، إسلام ويب، 23/11/2005، اطّلع عليه بتاريخ 26/10/2021. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1907، حديث صحيح.
  4. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 817، حديث صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب ، الصفحة أو الرقم:3445، حديث صحيح.
  6. عبدالله بن محمد الطيار (29/10/2017)، "فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/10/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:6085، صحيح.