علي بن أبي طالب

هو علي ابن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ابن كلاب، أمه هي فاطمة بنت أسد بن هاشم الهاشمية، وقد أسلمت وهاجرت للمدينة، وُلد -رضي الله عنه- قبل البعثة بعشر سنين، هو ابن عمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقد ربّاه في حِجره، ولم يكن يفارقه، وقد أسلم وهو صغير، وتزوّج من فاطمة ابنة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد كان أخوه في المدينة عند المُآخاة بعد الهجرة، وهو أبو السبطين الحسن والحسين -رضي الله عنهما-، وكان رابع الخلفاء الراشدين وأمير المؤمنين، وأحد الستة أهل الشورى، شهِد جميع المشاهد والغزوات عدا غزوة تبوك، فقد أمّرََه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على المدينة، استمرت خلافته بعد عثمان بن عفان ما يقارب أربع سنوات وتسعة أشهر، ثمَّ استشهد -رضي الله عنه- في رمضان في العام الأربعين من الهجرة.[١]


كيف أسلم علي بن أبي طالب؟

كفالة الرسول لعلي

ذَكر مجاهد أنَّه قد أصابت قريشاً أزمةٌ شديدةٌ، ومن بينهم أبو طالب عمّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، فعرض النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على عمه العباس أن يكفل كلٌ منهما أحداً من عيال أبي طالب للتخفيف عنه، فكفِل هو علي -رضي الله عنه-، وكفِل العباس جعفرًا -رضي الله عنهما-، وكان هذا من نِعم الله تعالى على علي بن أبي طالب، فقد أراد به خيراً فأنشأه في حِجر النبي -صلّى الله عليه وسلّم-.[٢]


محبّة الرسول لعلي

كان علي -رضي الله عنه- قريبًا جدًّا من قلب النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وعلاقته به كانت كعلاقة الابن أو الأخ الصغير، وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد أخبر علياً بمنزلته عنده قائلاً: (أَنْتَ مِنِّي بمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى، إِلَّا أنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي)،[٣] فكان علي يرى النبي -صلّى الله عليه وسلم- قُدوة له في حياته، ويعتقد الصواب في قوله، فكان اتّباعه له مُتوقَّعًا، وقد كان من أذكى الصحابة وأفرسهم، وأعلمهم، فعرف من الحق ما لم يسبقه له غيره، وذُكر أنَّ ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيٌّ".[٢]


إسلام علي

يقول ابن إسحاق: "ثمَّ كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، رضوان الله وسلامه عليه، وهو يومئذ ابن عشر سنين"،[٤] ويروي ابن اسحاق أيضاً قصة إسلام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قائلاً: "أنَّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- جاء إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعد إسلام خديجة رضي الله عنها، فوجدهما يصليان، فقال علي: ما هذا يا محمد؟ فقال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: دين الله الذي اصطفاه لنفسه، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وحده وإلى عبادته، وكفر باللات والعزى، فقال له علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاضٍ أمراً حتى أحدِّث أبا طالب، فكره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يفشي عليه سره، قبل أن يستعلن أمره، فقال له: يا علي، إذا لم تسلم فاكتم، فمكث علي تلك الليلة، ثم إنَّ الله أوقع في قلب علي الإسلام، فأصبح غادياً إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حتى جاءه فقال: ما عرضت عليَّ يا محمد؟ فقال له رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: تشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد، ففعل علي وأسلم، ومكث علي يأتيه على خوف من أبي طالب، وكتم علي إسلامه ولم يظهر به".[٥]



المراجع

  1. فريق موقع طريق الاسلام (24/3/2009)، "علي بن أبي طالب "، طريق الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د. راغب السرجاني (19/1/2017)، "إسلام علي بن أبي طالب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:2404، حديث صحيح.
  4. فريق موقع إسلام ويب، "ذكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول ذكر أسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.
  5. د. علي الصلابي (11/1/2020)، " إسلام علي بن أبي طالب وأهم أعماله في مكة قبل الهجرة"، الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.