هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي من ولد ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس اليماني، وأمّه ميمونة أو أميمة بنت صخر، وقيل أنّ اسمه -رضي الله عنه- كان في الجاهلية عبد شمس إلّا أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سمّاه بعبد الرحمن، وكان -رضي الله عنه- يُكنّى بأبي هريرة واشتُهر بذلك لاعتنائه بهرّة واهتمامه بها، وقد كان إسلامه -رضي الله عنه- على يد الصحابي طفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه-، فهاجر أبو هريرة -رضي الله عنه- إلى المدينة وأسلم وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حينها في خيبر،[١][٢] وقد تزوج -رضي الله عنه- من بسرة بنت غزوان وأنجبت له ثلاثة ذكور وهم: المحرر، وعبد الرحمن، وبلال، وبنتا واحدة.[٣]


صفات أبي هريرة

صفاته الخَلقية

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- آدم البشرة أي أسمر اللون، بعيد ما بين منكبيه، له ضفيرتين والضفيرة هي خصلة من الشعر يُنسج بعضها على بعض،[٤] أفرق ما بين الثنيتين، أي بعيد ما بين السنّيْن الذين في مقدمة الفم، وكان -رضي الله عنه- يعمد إلى خضب لحيته بالحمرة.[٥]


صفاته الخُلقية

كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يتحلّى بالعديد من الصفات الأخلاقية ومنها ما يأتي:[٦][٢]

  • الالتزام بهدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- واتباع سنّته.
  • الورع: حيث كان -رضي الله عنه- يعمد إلى الإكثار من تحذير الناس وإرشادهم إلى عدم الانشغال بالدنيا وملذاتها والانغماس فيها عن الآخرة.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فقد كان -رضي الله عنه- يحرص على ذلك ولا يفرق بين غني وفقير، وأمير وحقير، فجميع الناس سواء.
  • كثرة العبادة: فقد كان -رضي الله عنه- يكثر الصلاة، والصيام لا سيما يومي الاثنين والخميس، وقيام الليل الذي كان يتناوب فيه مع زوجته وابنته، والذكر حيث كان -رضي الله عنه- يُسبّح اثنتي عشرة ألف تسبيحة في كل يوم.
  • طلب العلم: فقد صحب -رضي الله عنه- رسول الله أربع سنوات تمكّن خلالها من فهم السنة والشريعة، حيث كان همّه -رضي الله عنه- طلب العلم والفقه، وحفظ الأحاديث وروايتها، ممّا جعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يرسله إلى البحرين إماما ومؤذناً، وقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (قِيلَ يا رَسولَ اللَّهِ مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لقَدْ ظَنَنْتُ يا أبَا هُرَيْرَةَ أنْ لا يَسْأَلُنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قَلْبِهِ، أوْ نَفْسِهِ).[٧][٨]


فضائل أبي هريرة

هناك العديد من الفضائل والمناقب التي امتاز بها أبو هريرة -رضي الله عنه-، ومنها ما يأتي:[٩]

  • كونه -رضي الله عنه- من صحابة رسول الله، وكل فضل ثبت للصحابة فهو يلحق بأبي هريرة.
  • كونه -رضي الله عنه- من أهل اليمن، وكل فضل ثبت لهم فهو يلحق به -رضي الله عنه-، ومن ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَتاكُمْ أهْلُ اليَمَنِ هُمْ أضْعَفُ قُلُوبًا وأَرَقُّ أفْئِدَةً، الفِقْهُ يَمانٍ، والْحِكْمَةُ يَمانِيَةٌ).[١٠]
  • دعاء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- له ولأمه بأن يحبهما كل مؤمن، لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا، يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إلَيْهِمِ المُؤْمِنِينَ).[١١]
  • كونه -رضي الله عنه- أكثر الصحابة في حفظ ورواية الحديث.
  • شهادة رسول الله له بالإسلام والإيمان، وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه كان في يوم جنباً، فرآه رسول الله فذهب -رضي الله عنه- واغتسل ثم عاد إلى رسول الله فسأله عن مكانه فأخبره فقال له رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (سُبْحَانَ اللَّهِ يا أبَا هِرٍّ إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ).[١٢]


المراجع

  1. محمد الخطيب، أبو هريرة راوية الاسلام، صفحة 67. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أبو هريرة"، قصة اسلام، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2021. بتصرّف.
  3. محمد الخطيب، أبو هريرة راوية الاسلام، صفحة 102. بتصرّف.
  4. "تعريف و معنى الضفيرة في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2021. بتصرّف.
  5. محمد الخطيب، أبو هريرة راوية الاسلام، صفحة 68. بتصرّف.
  6. محمد الخطيب، السنة قبل التدوين، صفحة 413. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:99، صحيح.
  8. محمد الخطيب، السنة قبل التدوين، صفحة 420. بتصرّف.
  9. أبو عاصم البركاتي (11-4-2012)، "مناقب وفضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2021. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:52، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2491 ، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:285 ، صحيح.