سُمِّيَ أبو هُريرة -رضيَ الله عنه- بهذا الاسم بسبب هرة كان يحملها أو يلاعبها، فكان قد وَجد هرّة فحملها في كمِّه فقيل له أبو هُريرة، ورُويَ عنه أنه وجد هرّة وحشية فأخذ أولادها فقال له أبوه ما هذه في حِجرك فأخبره -رضيَ الله عنه- فقال له أنت أبو هُريرة، وقيل أنه وهو صغير كان يرعى غنم أهله ويلاعب هرّة في النهار، فإذا جاء الليل وضعها في شجرة، وإذا أقبل النهار أخذها ولعب بها، وكان النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- يناديه تحبّباً بأبي هِرّ، كما جاء في قوله -صلّى الله عليه وسلَم-: (فَقالَ: أبَا هِرٍّ، الحَقْ أهْلَ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ إلَيَّ)،[١] فكان -رضيَ الله عنه- يقول للصحابة:(لا تُكنُّونِي أبا هريرةَ ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ كنَّاني أبا هرٍّ ، والذكرُ خيرٌ من الأُنْثى).[٢][٣]


نبذة عن أبي هُريرة

  • هو عبد الرحمن بن صخر من ولد ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم الدوسي من قبيلة الأزد القحطانية اليمانية، وتعتبر قبيلة الأزد من أشهر القبائل العربية وأكبرها،[٤] مات أبوه وهو صغير فنشأ يتيماً مسكيناً.[٥]
  • كان -رضيَ الله عنه- أبيضاً، بعيد ما بين المنكبين، ذا ضفيرتين، أفرق الثنيتيْن؛ أي بعيد ما بين السنّيْن الذيْن في مقدمة الفم، يخضب شيْبَه باللون الأحمر،[٦] وكان اسمه -رضيَ الله عنه- في الجاهلية عبد شمس وقيل غير ذلك، فسمَّاه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عبد الرحمن.[٧]
  • أسلمَ -رضيَ الله عنه- على يد الصحابي الطُّفيل بن عمرو الدوسي الذي كان رجلاً شريفاً كريماً ذا رأي وحكمة في قومه دوس، فخرج أبو هُريرة -رضيَ الله عنه- من اليمن مع نفر من قومه إلى المدينة فوجدَ النبيَّ - صلّى الله عليه وسلّم- قد خرج إلى خيبر فتبعه وشهد معه فتح خيبر في بداية السنة السابعة من الهجرة.[٨]
  • وكان -رضيَ الله عنه- شديد الفقر من أهل الصُّفة؛ وهم فقراء المسلمين، وبقيَ -رضيَ الله عنه- ملازماً للنبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأربع سنوات في جميع جولاته وذهابه وإيابه طالباً للعلم حافظاً له،[٩] واختلف في سنة وفاته -رضي الله عنه- فقيل في سنة سبع وخمسين، وقيل ثمان وخمسين، وقيل تسع وخمسين،[١٠] ودُفن في المدينة النبوية.[١١]


فضائل أبي هُريرة

تَمَيَّزَ أبو هُريرة -رضيَ الله عنه- بفضائل ومناقب حميدة، نذكر منها ما يأتي:[١٢]

  • شهادة النبيّ -صلَى الله عليه وسلّم- له بالإسلام والإيمان، لقوله -رضيَ الله عنه-: (لَقِيَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا جُنُبٌ، فأخَذَ بيَدِي، فَمَشيتُ معهُ حتَّى قَعَدَ، فَانْسَلَلْتُ، فأتَيْتُ الرَّحْلَ، فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ وهو قَاعِدٌ، فَقالَ: أيْنَ كُنْتَ يا أبَا هِرٍّ، فَقُلتُ له، فَقالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ يا أبَا هِرٍّ إنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ).[١٣]
  • عيادة ورُقيَة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- له في مرضه، فقال -رضيّ الله عنه-(دخَلَ علَيَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا أشتَكي -قال عَبدُ الرَّحمنِ في حَديثِه: يَعودُني- فقال: ألَا أُعلِّمُكَ؟ قال عَبدُ الرَّحمنِ: ألَا أرقيكَ برُقيةٍ رَقاني بها جِبريلُ عليه السَّلامُ؟ قلت: بلى بأبي وأُمِّي. قال: بِسمِ اللهِ أرقيكَ، واللهُ يَشفيكَ مِن كُلِّ داءٍ يُؤذيكَ، ومِن شَرِّ النَّفَّاثاتِ في العُقَدِ، ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حسَدَ. وقال عَبدُ الرَّحمنِ: مِن كُلِّ داءٍ فيكَ).[١٤]
  • أكثر الصحابة -رضيّ الله عنهم- في حفظ ورواية الحديث.
  • كثير العبادة صوَّاماً قوّاماًً، وكان يٌجَزِّئُ ليلَه ثلاثة أجزاء، فثلث يتلو فيه القرآن، وثلث ينامه، وثلث يتذكر فيه حديث المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • شديد البِرِّ بأمِّه، فكان يدعوها إلى الإسلام فتأبى عليه وتُسمِعه ما يكرهُ عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، إلى أن دعا لها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بالهداية فأسلمت وحَسُنَ إسلامها.
  • دعاء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- له ولأمه -رضيّ الله عنهما- بأن يُحبهما كل مؤمن ومؤمنة في قوله: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا، يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إلَيْهِمِ المُؤْمِنِينَ، فَما خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بي وَلَا يَرَانِي إلَّا أَحَبَّنِي).[١٥]


المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:6246 ، صحيح .
  2. رواه ابن حجر ، في الإصابة ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:206، حسن.
  3. محمد الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 67-68. بتصرّف.
  4. محمد عجاج الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 67. بتصرّف.
  5. علي مزيد ، كتاب منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، صفحة 91. بتصرّف.
  6. علي مزيد ، كتاب منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، صفحة 91. بتصرّف.
  7. "أبو هريرة "، الألوكة ، 19-4-2015، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2021. بتصرّف.
  8. محمد الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 68-70. بتصرّف.
  9. "أبو هريرة "، الألوكة ، 19-4-2015، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2021. بتصرّف.
  10. محمد الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 100. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 365. بتصرّف.
  12. أبو عاصم البركاتي (11-4-2021)، "مناقب وفضائل أبي هريرة الدوسي"، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 20-11-2021. بتصرّف.
  13. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:285، صحيح .
  14. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:9757 ، المرفوع منه صحيح لغيره.
  15. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2491، صحيح .