من الصحابي الذي وضع في أذنه القطن؟

هو الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس الدوسي،[١] وقد كان سيد قبيلة دوس في الجاهلية، وكان من أشراف العرب وكرمائهم، وكان من أهل الأدب والشعر المعروفين، وكان يتردد إلى مكة كثيراً، وفي إحدى المرات استقبله أسياد قريش وقاموا بإكرامه ثم بدؤوا يحذّرونه من النبي -صلى الله عليه وسلم- ويفترون الأكاذيب كي يخوفونه منه ويبعدونه عنه، فقد كانوا يخشون من أن يسمع الطفيل من النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئاً فيُسلم، حتى قام رضي الله عنه بوضع القطن في أذنيه كي لا يسمع شيئاً منه، لكن الله -تعالى- هداه للإسلام، بعد أن رأى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يصلي عند الكعبة فاقترب منه وسمع منه القرآن فتأثر به، وطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يخبره عن الإسلام فأخبره فأسلم.[٢]


دعوة الطفيل قبيلته إلى الإسلام

بعد أن أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه- في مكة أمام الرسول -صلى الله عليه وسلم- رجع إلى أرض قبيلته دوس، وبدأ يدعوهم إلى الإسلام، فدعا أباه أولاً فأسلم، ثم دعا أمه فأسلمت، ثم دعا زوجته فأسلمت، ثم خرج إلى أهل قبيلته يدعوهم إلى الإسلام فلم يسلم منهم أحد سوى أبو هريرة -رضي الله عنه-، فعاد الطفيل إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- حزيناً وغضباناً على قومه ليخبره بما فعلوا ويشكوهم إليه، وفيما يأتي بيان ما حصل بعد ذلك:[٣]


دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- لقبيلة دوس

وصل الطفيل إلى مكة والتقى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبره عن معاندة قبيلته دوس له، ورفضهم للدخول في الإسلام، وطلب منه أن يدعوَ عليهم، فما كان من النبي الرحيم -صلى الله عليه وسلم- إلا أن دعا لهم بالهداية، وأمر الطفيل أن يعود إليهم ويدعوهم مرة أخرى إلى الإسلام برفق وروية، جاء في الحديث: (جَاءَ الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرٍو إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: إنَّ دَوْسًا قدْ هَلَكَتْ عَصَتْ وأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عليهم، فَقالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وأْتِ بهِمْ).[٤][٥]


استجابة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإسلام دوس

بعد أن عاد الطفيل إلى قبيلته مرة أخرى وأخذ يدعوهم إلى الإسلام كما أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بدأوا يستجيبون لدعوته وجعل الله -تعالى- قلوبهم تنشرح للإسلام، ودخل أغلب أهل القبيلة في دين الله، وذلك بسبب دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم، فقد استجاب الله -تعالى- دعاء نبيه وهداهم إلى الإسلام، وقد استغرق هذا الأمر وقتاً ليس بالقصير، ففي تلك المدة التي قضاها الطفيل يدعو قومه كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد هاجر إلى المدينة، وقاتل في غزوة بدر وأحد والخندق، وفي أثناء فتح خيبر جاء الطفيل بقومه الذين أسلموا إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مهلّلين مكبّرين وبايعوه جميعاً.[٦]


المراجع

  1. ابن عبد البر، الاستيعاب، صفحة 757. بتصرّف.
  2. عبد الرحمن الباشا، صور من حياة الصحابة، صفحة 15-17. بتصرّف.
  3. خالد محمد خالد، رجال حول الرسول، صفحة 301. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:4392، حديث صحيح.