هو بلال بن رباح الحبشي القرشي؛ يرجع نسبه إلى الحبشة؛ وهم نوع من السودان،[١] وُلد بعد عام الفيل بثلاث سنوات أو أقل، في مكة وقيل في السراة من بلاد الشام، كان مولى أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، اسم أمه حمامة كانت مولاة لبني جُمَح، كان يُكنى -رضي الله عنه- أبا عبد الرحمن، وقيل أبا عمرو، وقيل أبا عبد الله، وقيل أبا عبد الكريم، كان -رضي الله عنه- طويل القامة، نحيفاً، ذا بشرة شديدة السمرة، كثير الشعر، قال أبو عمر: كان له أخ اسمه خالد وأخت اسمها عفراء، ولم يُولد له،[٢] قالت امرأته عند وفاته -رضي الله عنه-: واحزناه، فقال: واطراباه، غدا ألقى الأحبة محمداً وحزبه، توفي في دمشق سنة عشرين للهجرة وقيل ثمانية عشر مرابطاً في سبيل الله -تعالى- ودفن فيها،[٣] وقال ابن بكير: تُوفي في دمشق بطاعون عمواس، وكان عمره عند وفاته بضعاً وستين سنة.[٤][٥][٦]


إسلام بلال بن رباح

  • رُوي أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأبا بكر -رضي الله عنه- اعتزلا في غار، فمرَّ بهما بلال يرعى إبلا لعبد الله بن جدعان فطلبا منه أي يسقيهما من ألبانها، فأجاب أنّه لا يملك إلا شاةً واحدة، فطلب منه رسول الله أن يأتيه بها، فحلبها النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وشرِب حتى ارتوى، ثُمّ سقى أبا بكر وبلالٍ -رضي الله عنهما- منها، فأصبحت الشاة أفضل وأنشط مما كانت عليه، فعرض النبي -صلّى الله عليه وسلَم- عليه الإسلام ففعل، وقال له: اكتم إسلامك، فكان يأيتهما باللبن إلى أن انكشف أمر إسلامه -رضي الله عنه-.[٧]
  • شرفه الله -تعالى- ليكون من الأوائل السابقين إلى الإسلام، دلَّ على ذلك قول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (كانَ أوَّلَ مَن أظهرَ إسلامَه سبعةٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأبو بَكرٍ وعمَّارٌ وأمُّهُ سميَّةُ وصُهيبٌ وبلالٌ والمقدادُ)، [٨] وقد قام أمية بن خلف الجمحي القرشي بتعذيبه أشد العذاب حتى يترك دين الإسلام؛ فكان يُخرجه عند اشتداد الحرِّ فيطرحه على ظهره في أرض مكة ويضع صخرة عظيمة على صدره، فأبى -رضي الله عنه-، وكان من الصابرين الثابتين المُوحدين، وكانت جملته المشهورة وهو تحت العذاب والحر الشديد "أحد أحد"، وقد حزن عليه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فاشتراه وأعتقه.[٧][٩]


مناقب بلال بن رباح

تميز بلال بن رباح بمناقب وفضائل عديدة نذكر منها:

  • كان -رضي الله عنه- سيد من سادات المسلمين، وقد دلَّ على ذلك قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (أبو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأَعْتَقَ سَيِّدَنَا. يَعْنِي بلَالًا).[١٠][٢]
  • كان -رضي الله عنه- من المُبشرين في الجنة، وقد دلَّ على ذلك قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-:(فإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ).[١١][٧]
  • كان -رضي الله عنه- أول مّن أذّن في الإسلام، فكان مؤذن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في السفر والحضر.[٢]
  • كان -رضي الله عنه- خازن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على بيت مال المسلمين.[٣]


المراجع

  1. أحمد العبيدان، بلال بن رباح الحبشي، صفحة 16. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ابن الأثير، أبو الحسن ، أسد الغابة، صفحة 245. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الاسلامي، صفحة 731. بتصرّف.
  4. عبداللطيف سلطاني، في سبيل العقيدة الإسلامية، صفحة 133. بتصرّف.
  5. "بلال بن رباح "، قصة الإسلام ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2021. بتصرّف.
  6. سعيد حوى ، كتاب الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية، صفحة 335. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت "بلال بن رباح "، قصة الإسلام ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2021. بتصرّف.
  8. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:122، حسن .
  9. Èä ÑÈÇÍ&R1=1&R2=0&hIndex= "بلال بن رباح نبذة عنه وعن أسرته "، إسلام ويب ، 3-3-2003، اطّلع عليه بتاريخ 16-11-2021. بتصرّف.
  10. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عمر بن الخطاب ، الصفحة أو الرقم:3754، صحيح.
  11. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1149، صحيح.