ينتمي أبو هريرة -رضي الله عنه- إلى دوس بن عدنان من قبيلة الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن العرب القحطانية، وتعتبر قبيلة الأزد من أكبر القبائل العربية وأشهرها، كانت قبيلة الأزد مثل باقي القبائل العربية تنتقل في أرجاء شبه الجزيرة العربية إلى أن استقرت في اليمن، تشرفت دوس بدعاء النبي -صلّى الله عليه وسلم لها بقوله: (اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا)،[١] ثم هاجر -رضي الله عنه- مسلماً منها إلى المدينة فوجد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد خرج إلى خيبر فتبعه وشهد معه فتح خيبر وكان ذلك في السنة السابعة للهجرة، ثم بقي ملازما للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- يدور معه حيث دار على شبع بطنه.[٢][٣]
نبذة عن أبي هريرة
- هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي الأزدي، كان اسمه في الجاهلية عبد شمس - وقيل غير ذلك- فلمّا أسلم غيَّر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- اسمه لعبد الرحمن، كان يُكنى بأبي هريرة لأنه كان معه هرة يُلاعبها فلُقب بأبي هريرة حتى اشتهر بلقبه أكثر من اسمه، نشأ -رضي الله عنه- يتيماً مسكيناً، أسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه- الذي كان شريفاً كريماً صاحب رأي ومنزلة في قومه دوس، اسم أمه ميمونة وقيل أميمة -رضي الله عنها- كان له أخ اسمه كريم، وابن عمّ اسمه عبد الله الأغر، وخال اسمه سعد بن صبيح بن الحارث.[٤]
- كان -رضي الله عنه- ذا ضفرتين، بعيد ما بين المنكبين، أفرق الثنتين، يغيّر لون شيبه ولحيته بالحناء الحمراء، وكان يلبس عمامة سوداء، [٥] تزوج من بسرة بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان -رضي الله عنهما-، له ثلاثة أبناء ذكور: المحرر، وعبد الرحمن، وبلال، وبنت لم يُذكر اسمها تزوجها إمامُ التابعين سعيد بن المسيّب، تُوفي في سنة سبع وخمسين، وقيل في ثمان وخمسين، وقيل تسع وخمسين للهجرة وكان عمره -رضي الله عنه- بضعاً وسبعين سنة.[٦]
مناقب أبي هريرة
هناك العديد من الفضائل لأبي هريرة -رضي الله عنه- نذكر منها:[٤]
- صحابي من صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذين قال فيهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(لا تَسُبُّوا أصْحابِي؛ فلوْ أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِمْ ولا نَصِيفَهُ).[٧]
- حريصاً على طلب العلم ومحبّاً له، حيث شهد له النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك، عندما سأله -رضي الله عنه- عن الشفاعة:(قِيلَ يا رَسولَ اللَّهِ مَن أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتِكَ يَومَ القِيَامَةِ؟ قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لقَدْ ظَنَنْتُ يا أبَا هُرَيْرَةَ أنْ لا يَسْأَلُنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قَلْبِهِ، أوْ نَفْسِهِ).[٨]
- خادماً للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- ولأهل بيته الكرام على ملء بطنه.[٩]
- حافظاً للقرآن الكريم مُعلًما له، حيث ذكر الذهبي: "أنَّ أبا هريرة قرأ القرآن على أُبيّ بن كعب، وعلّمه للتابعين"
- حافظاً لكثير من الأحاديث النبوية، حيث بقي ملازماً للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- أربع سنوات في حين كان المهاجرون والأنصار -رضي الله عنهم- مشغولين في أعمالهم وأموالهم.
- ُمتمسّكاً في السُّنة، حيث كان يوصي في مرضه الذي مات فيه باتباع السُّنة في دفنه.[١٠]
- مُكثراً للصلاة والصيام والذكر وقراءة القرآن، حيث نقل كثير من الرواة ذلك.
- أميناً وأميراً على البحرين في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-.
المراجع
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2524 ، صحيح .
- ↑ محمد الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 67. بتصرّف.
- ↑ "أبو هريرة سيد الحفاظ والرواة "، قصة الإسلام ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2021. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد المطري (11-6-2014)، "سيرة أبي هريرة "، الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2021. بتصرّف.
- ↑ محمد الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 67-70. بتصرّف.
- ↑ محمد الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 99-102. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:3673 ، صحيح .
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:99، صحيح .
- ↑ محمد الخطيب، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 72. بتصرّف.
- ↑ محمد الخطيب ، أبو هريرة راوية الإسلام، صفحة 99. بتصرّف.