خيرية الصحابة والتابعين

اتفق أهل العلم على خيرية الصحابة والتابعين على غيرهم، وأنَّ الصحابة رضي الله عنهم خير من التابعين، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ مِن بَعْدِهِمْ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهادَتُهُمْ أيْمانَهُمْ، وأَيْمانُهُمْ شَهادَتَهُمْ[١] يقول النووي: "الصَّحِيحُ أَنَّ قَرْنَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّحَابَةُ، وَالثَّانِي: التَّابِعُونَ، وَالثَّالِثُ: تَابِعُوهُمْ"، ويشرح ابن حجر الحديث بقوله: "قَوْلُهُ (ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) أَيِ الْقَرْنُ الَّذِي بَعْدَهُمْ، وَهُمُ التَّابِعُونَ، (ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) وَهُمْ أَتْبَاعُ التَّابِعِينَ"، وعلَّق القاري رحمه الله قائلا: "قَالَ السُّيُوطِيُّ: وَالْأَصَحُّ أَنَّهُ - يعني القرن - لَا يَنْضَبِطُ بِمُدَّةٍ، فَقَرْنُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمُ الصَّحَابَةُ، وَكَانَتْ مُدَّتُهُمْ مِنَ الْمَبْعَثِ إِلَى آخِرِ مَنْ مَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَقَرْنُ التَّابِعِينَ مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ إِلَى نَحْوِ سَبْعِينَ، وَقَرْنُ أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ مِنْ ثَمَّ إِلَى نَحْوِ الْعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ".[٢]


الفرق بين الصحابة والتابعين

الصحابة

تعددت الأقوال التي عرّفت مفهوم الصحابي منها: هم الذين لقوا النبي -صلَّى الله عليه وسلّم-، وكان اللقاء مباشراً، وآمنوا به، وماتوا على الإسلام، وإن ارتدوا ثمَّ عادوا للإسلام، وهذا هو قول أهل العلم، فليس كل من عاش في الجزيرة العربية في زمن حياة الرسول -صلَّى الله عليه وسلّم- يعتبر صحابياً، فشروط الصحبة هي الإيمان، واللقاء المباشر مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثمَّ الموت على الإسلام،[٣] والمقصود باللقاء المباشر سواء أكان من لقي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بصيراً، أو أعمى مثل ابن أم مكتوم، ولا يعتبر مؤمنًا به من لقيه وآمن ثمَّ ارتد ومات على الكفر، مثل عبيد الله بن جحش، وابن خطل، أمَّا من آمن ولقي النبي ثمَّ ارتد ثمَّ عاد للإسلام فهو صحابي، سواءً أكانت عودته للإسلام في حياة النبي -صلَّى الله عليه وسلّم- أو بعد مماته، مثل الأشعث بن قيس.[٤]


التابعين

هم الذين لم يلقوا النبي -صلَّى الله عليه وسلّم-، ولكنَّهم لقوا أصحابه الذين لقوه، وفي مصطلح الحديث كل من لقي صحابيًا ثم مات مسلمًا فهو تابعي، دون اشتراط طول الصحبة، وبعض التابعين أفضل من بعض، قال ابن حجر: "التَّاَّبِعِيِّ: هُوَ مَنْ لَقِيَ الصَّحَابِيَّ"، ونقل ابن كثير عن الخطيب البغدادي قوله: "التابعي: من صحب الصحابي، وفي كلام الحاكم ما يقتضي إطلاق التابعي على من لقي الصحابي وروى عنه وإن لم يصحبه"، أمَّا من لقوا التابعين ولم يلقوا أحدًا من الصحابة فهم أتباع التابعين،[٢] والذين أسلموا في حياة الرسول -صلَّى الله عليه وسلّم- دون أن يلقوه فيطلق عليهم مصطلح المخضرمين من التابعين، وقد ذكرهم مسلم رحمه الله بنحو عشرين مخضرماً، ويقال أنَّهم أكثر من ذلك، مثل: أبي مسلم الخولاني، وعمرو بن ميمون، وأبي عثمان النهدي.[٤]


أفضل الصحابة وأفضل التابعين

أفضل الصحابة

أفضل الصحابة -رضي الله عنهم- بالإجماع عند أهل السُّنة والجماعة هو على النحو الآتي:[٥]

  • أفضل الصحابة هو أبو بكر الصديق.
  • ثمَّ عمر بن الخطاب.
  • ثمَّ عثمان بن عفان.
  • ثمَّ علي بن أبي طالب.
  • ثمَّ باقي العشرة المبشرين بالجنة.
  • ثمَّ أهل غزوة بدر.
  • ثمَّ أهل بيعة الرضوان.
  • ثمَّ بقية الصحابة من الذين أسلموا قبل فتح مكة.
  • ثمَّ الذين أسلموا بعد فتح مكة.


أفضل التابعين

اختَلف أهل العلم في ذلك، فعند أهل المدينة يعتبر سعيد بن المسيَّب هو أفضل التابعين، وعند أهل البصرة يعتبرون الحسن البصري هو أفضلهم، وعند أهل الكوفة أفضلهم هو أويس القرني وهذا هو الرأي الأقوى والله أعلم، وذلك لما جاء في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه،[٤] أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ خَيْرَ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقالُ له أُوَيْسٌ، وله والِدَةٌ وكانَ به بَياضٌ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ).[٦]


آخر الصحابة والتابعين وفاة

آخر الصحابة وفاة

آخر الصحابة وفاةً هما، الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- الذي توفي بالبصرة، في العام الثالث والتسعين للهجرة، ويليه الصحابي أبو الطفيل عامر بن واثلة اللَّيثي -رضي الله عنه-، الذي توفي بمكة المكرمة، مات سنة مائة بمكة المكرمة، في العام مئة وعشرة للهجرة.[٤]


آخر التابعين وفاة

آخر التابعين وفاة هو خَلَفُ بن خَلِيفَةَ الكوفي المعمَّر، الذي توفي ببغداد في العام مئة وواحد وثمانين للهجرة، وكان قد تجاوز المائة من عمره.[٧]


فائدة معرفة الصحابة من التابعين

إنَّ أهم فائدة لمعرفة الصحابي من التابعي تختص بعلم الحديث الشريف، وذلك لمعرفة المتصل من المرسل، فالحديث الذي يرفع من الصحابة للنبي -صلَّى الله عليه وسلّم- يعتبر حديثا متصلاً، أمَّا الحديث الذي يرفعه التابعي للنبي -صلَّى الله عليه وسلّم- فهو حديث مرسل.[٤]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:6429 ، حديث صحيح.
  2. ^ أ ب موقع فريق اسلام ويب (8/11/2014)، "من هم التابعون ؟ ومن هم أتباع التابعين ؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 23/4/2021. بتصرّف.
  3. فريق موقع اسلام ويب (10/4/2006)، "الفرق بين الصحابي والتابعي"، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 23/4/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح (21/1/2014)، "معرفة الصحابة والتابعين"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/4/2021. بتصرّف.
  5. الشيخ عبدالله القصيِّر (13/1/2016)، "تفاوت الصحابة في الفضل ومراتبهم فيه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/4/2021. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:2542 ، حديث صحيح.
  7. محمد بن علي بن جميل المطري (11/3/2019)، "آخر من مات من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/4/2021. بتصرّف.