من هم الملائكة

خلق الله تعالى الملائكة من نور، وجعل لهم أجنحةً يطيرون فيها، فقد قال الله تعالى: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}،[١] فهم خلقٌ من مخلوقات الله تعالى، وقد وصفهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (أُذِن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكةِ اللهِ، من حملةِ العرشِ : إنَّ ما بينَ شحمةِ أُذنهِ إلى عاتقِه، مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ)،[٢][٣] وفي هذا المقال ذكر اسم الصحابي الذي لُقِّب بظليل الملائكة.


الصحابي الذي لقب بظليل الملائكة

أطلق النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لقب ظليل الملائكة على الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو بن حرام رضي الله عنه، ففي غزوة أحد استشهد ما يقارب سبعون صحابياً، بذلوا دماءهم وأرواحهم في سبيل الله، وكان من بين هؤلاء الشهداء عبد الله بن حرام، الذي كلمه الله -عزّ وجلّ- بعد موته، وقد سمي بظليل الملائكة لأنّه عند استشهاده قد أظلته الملائكة في جنازته، فلم يتغير جسده بعد دفنه، وقد ذكر جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- ما حدث عند استشهاد والده فقال: (جِيءَ بأَبِي يَومَ أُحُدٍ قدْ مُثِّلَ به، حتَّى وُضِعَ بيْنَ يَدَيْ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقدْ سُجِّيَ ثَوْبًا، فَذَهَبْتُ أُرِيدُ أَنْ أَكْشِفَ عنْه، فَنَهَانِي قَوْمِي، ثُمَّ ذَهَبْتُ أَكْشِفُ عنْه، فَنَهَانِي قَوْمِي، فأمَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرُفِعَ، فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ، فَقالَ: مَن هذِه؟ فَقالوا: ابْنَةُ عَمْرٍو - أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو - قالَ: فَلِمَ تَبْكِي؟ أَوْ لا تَبْكِي، فَما زَالَتِ المَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بأَجْنِحَتِهَا حتَّى رُفِعَ).[٤][٥]


مزايا عبد الله بن حرام

امتاز عبد الله بن حرام -رضي الله عنه- بعدّة مزايا، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٦]

  • حرص عبد الله بن حرام -رضي الله عنه- على تبليغ الناس الخير: فقد روي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِرًا؟ قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ استُشْهِدَ أبي قُتِلَ يومَ أُحُدٍ، وترَكَ عيالًا ودَينًا، قالَ: (أفلَا أبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بِهِ أباكَ؟) قلتُ: بلَى يا رسولَ اللَّهِ قالَ: ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا قطُّ إلَّا من وراءِ حجابِه وأحيى أباكَ فَكَلَّمَهُ كِفاحًا فقالَ: يا عَبدي تَمنَّ عليَّ أُعْطِكَ قالَ: يا ربِّ تُحييني فأقتلَ فيكَ ثانيةً، قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالَى: إنَّهُ قد سبقَ منِّي أنَّهم إليها لَا يُرجَعونَ قالَ: وأُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً}).[٧]
  • حفظ جسده -رضي الله عنه- بعد دفنه كرامة من الله تعالى: حيث ذكر جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- ذلك فقال: (دُفِنَ معَ أبي رجلٌ، فَكانَ في نَفسي من ذلِكَ حاجةٌ، فأخرجتُهُ بعدَ ستَّةِ أشهرٍ، فما أنكَرتُ منهُ شيئًا، إلَّا شُعَيْراتٍ كُنَّ في لحيتِهِ ممَّا يَلي الأرضَ).[٨]
  • حرص عبدالله بن حرام -رضي الله عنه- على نصيحة الآخرين.



مواضيع أخرى:

لماذا تستحي الملائكة من عثمان؟

من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة؟


المراجع

  1. سورة سورة فاطر، آية:1
  2. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:4727، حديث صحيح.
  3. "صفة وهيئة الملائكة"، إسلام ويب، 17/8/2002، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 1293، حديث صحيح.
  5. اسلام ويب (15/06/2020)، "عبد الله بن حرام : شهيدٌ كلَّمَه الله"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  6. "عبد الله بن حرام"، قصة إسلام، 2006/05/01، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:3010، حديث حسن.
  8. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:212 ، حديث صحيح على شرط مسلم.