حنظلة بن أبي عامر
هو حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، وهو أحد شهداء غزوة أحد، لقب رضي الله عنه بغسيل الملائكة، قال ابن حجر: "أي الرجل الذي غسّلته الملائكة"،[١] والده أبو عامر الراهب، أسلم ثم ارتد فلقبه رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- بأبي عامر الفاسق، كان من الأوس وقاتل في صف المشركين يوم أحد، وحاول تفريق المسلمين وهو ينادي على قومه قائلًا: "يا معشر الأوس، أنا أبو عامر، فقالوا له: لا أنعم الله بك عينًا يا فاسق، فقال: لقد أصاب قومي بعدي شر"، وكان يقاتل المسلمين قتلًا شديدًا ويرمي الحجارة عليهم، فشتان بين حنظلة وأبيه،[٢]فقد كان الأوس يفتخرون بحنظلة رضي الله عنه،[١]عن أنس رضي الله عنه قال: (افتَخرَ الحيَّانِ منَ الأنصارِ الأَوسُ والخَزرجُ، فَقالتِ الأوسُ: منَّا غَسيلُ الملائِكَةِ حنظلةُ الرَّاهبِ).[٣]
استشهاد حنظلة بن أبي عامر
عند انتهاء غزوة أحد أخذ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يتفقّد الشهداء والجرحى، فرآى كثيراً من أصحابه قد استشهدوا في سبيل الله، فروى عنه جابر بن عبد الله أنه: (كانَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدٍ قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقالَ: أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ بدِمَائِهِمْ، ولَمْ يُصَلِّ عليهم ولَمْ يُغَسَّلُوا)،[٤] وكان من بينهم حنظلة بن أبي عامر، وحمزة بن عبد المطلب، وسعد بن الربيع، ومصعب بن عمير، وأنس بن النضر، [١]
قصة غسيل الملائكة له
كان حنظلةُ رضي الله عنه شاباً تقياً، من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكان قد تزوجَ في ليلة غزوة أحد بجميلة بنتَ عبد الله -رضي الله عنها-، وفي صبيحة غزوة أحد سمع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ينادي بتجهيز الصفوف والخروج لملاقاة قريش، فخرج من بيته مسرعًا وانضم إلى صفوف المقاتلين، وقاتل حتى استُشهد -رضي الله عنه-،[٥] وفي حديث حسّنه الألباني ورواه الحاكم والبيهقي أنَّ عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- قال: (سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن قتْلِ حنظلة بن أبي عامرٍ بعد أن التقى هو وأبو سفيان بن الحارث حين علاهُ شدّادُ بن الأسود بالسيف فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحبكُم تُغَسّله الملائكة، فسألوا صاحبته (زوجته) فقالت: إنه خرج لمّا سمع الهائعة (الصَّوت المفزع وهو منادي الجهاد سمع منادي النبي يدعو للخروج للجهاد) وهو جنبٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك: غسَّلتْه الملائكة).[٦][١]
سبب غسيل الملائكة له
كان حنظلة رضي الله عنه قد خرج إلى غزوة أحد وهو في ليلة عرسه، فلمّا سمع النداء استعجل وخرج وهو جنب، فقاتل حتى استشهد، وقيل أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نظر إليه فوجد الماء يقطر منه، لأنَّ الملائكة غسلته، فأصبح اسمه حنظلة غسيل الملائكة،[٧] يقول الواقدي عن سبب غسيل الملائكة له: "وكان حنظلة بن أبي عامر تزوج جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، فأُدْخِلَت عليه في الليلة التي في صبحها قتال أحُد، وكان قد استأذن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يبيت عندها فأذن له، فلّما صلّى بالصبح غدا يريد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولزمته جميلة فعاد فكان معها، فأجنب منها ثمَّ أراد الخروج، وقد أرسلت قبل ذلك إلى أربعة من قومها فأشهدتهم أنَّه قد دخل بها، فقيل لها بعد: لِمَ أشهدت عليه؟ قالت: رأيت كأن السماء فرجت فدخل فيها حنظلة ثم أطبقت، فقلت: هذه الشهادة، فأشهدت عليه أنَّه قد دخل بها".[١]
مواضيع أخرى:
لماذا تستحي الملائكة من عثمان؟
الصحابي الذي لقب ظليل الملائكة
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج فريق موقع اسلام ويب (31-1-2016)، "غَسِيلُ الملائكة"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
- ↑ "الوصول إلى أُحُد"، قصة الإسلام، 17/4/2010، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه العراقي، في محجة القرب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:253، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:4079، حديث صحيح.
- ↑ أحمد أحمد سلطان (8/3/2016)، "يوم العزة والكرامة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم:326، حديث حسن.
- ↑ راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية، صفحة 17. بتصرّف.