الهجرة إلى الحبشة

نتيجة لتعرّض المسلمين للمضايقات المستمرة من كفار قريش، واشتداد التعذيب بالمؤمنين، أشار النبي -صلَّى الله عليه وسلّم- على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لمواجهة أساليب بطش الكفار في أرض مكة؛ وذلك لإنقاذ الدعوة من الهلاك وضمان استمراريتها وإنشاء مركز جديد للدعوة، فقد كان تخطيط من الرسول -صلَّى الله عليه وسلّم- لحماية الإسلام والمسلمين وسبق هذا التخطيط إشارات من القرآن الكريم،[١] في قوله تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}،[٢] فسمح لهم النبي بالهجرة في شهر رجب لإدراكه أنَّه لا جدوى من بقائهم تحت هذا العذاب والاضطهاد،[٣] ووقع اختيار المكان على الحبشة لأنَّها إحدى أسواق قريش التي كانوا يتاجرون فيها ويجدون فيها رزقهم، كما أنَّ فيها ملكًا عادلًا لا يُظلم عنده أحد وهو النجاشي.[٤]



عدد الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة

خرج من المسلمين بأمر من الرسول -صلَّى الله عليه وسلّم- أحد عشر رجلًا وأربع نسوة وهم:[٣]

  • عثمان بن عفان، ومعه امرأته رقية بنت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-.
  • أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو.
  • أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ومعه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
  • عامر بن ربيعة العنزي حليف بني عدي بن كعب، ومعه امرأته ليلى بنت أبي حثمة.
  • الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد.
  • مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار.
  • عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة.
  • أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى العامري.
  • حاطب بن عمرو بن عبد شمس.
  • سهيل بن بيضاء.
  • عبد الله بن مسعود حليف بني زهرة.

واستمر المسلمون بالتوافد إلى الحبشة جماعات متفرّقة حتى وصل عددهم إلى اثنين وسبعين رجلًا واثنتي عشرة امرأة.[٣]


موقف كفار قريش من هجرة المسلمين إلى الحبشة

انطلق المسلمون إلى الحبشة بأمر من رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- وخرجوا خفية حتى وصلوا إلى الشعيبة وهي مرفأ مكة ومنها استأجروا سفينتين بنصف دينار حتى انتهوا إلى الحبشة، وحاولت قريش اعتراض طريقهم لكنهم فشلوا،[٤] وبعد محاولاتهم الفاشلة قررت قريش إرسال رجلين منهم لتتبع المسلمين خوفًا من أن يفسدوا علاقتهم مع النجاشي فأرسلت عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة لاسترداد المهاجرين إلى مكة والافتراء عليهم أمام الملك وأنَّهم يقولون في عيسى ابن مريم قولًا عظيمًا، ولعدل النجاشي فقد أراد السماع من المسلمين أيضًا، فجاء جعفر بن أبي طالب وقرأ على النجاشي سورة مريم وحدّثه عن الإسلام، فتأثّر النجاشي وبكى وانشرح صدره وصدّق بالنبوة وأسلم وأخفى إسلامه،[٥] وروي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال:(أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليَومِ الذي مَاتَ فِيهِ، وخَرَجَ بهِمْ إلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بهِمْ، وكَبَّرَ عليه أرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ).[٦]


المراجع

  1. أ.د. راغب السرجاني (21/4/2010)، "التفكير في الهجرة إلى الحبشة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
  2. سورة الزمر، آية:10
  3. ^ أ ب ت د. عبدالعزيز غنيم (16/2/2014)، "الهجرة إلى الحبشة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021.
  4. ^ أ ب محمد بن فارس الجميل، كتاب إلى الهجرة إلى الحبشة، صفحة 19-21. بتصرّف.
  5. إسلام ويب (25/11/2012)، "الهجرة إلى الحبشة دروس وعبر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1333، حديث صحيح.