الأسوة بالصحابة

الصحابة -رضي الله عنهم- هم خير النّاس بعد الأنبياء والمرسلين وقال فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ القُرونِ قَرْني ثمَّ الذين يَلُونَهم ثمَّ الذين يَلُونَهم)،[١] وقال الله تعالى في حقّهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}،[٢] وهم كما قال في وصفهم شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله- في العقيدة الواسطية: "ومَن نظر في سيرة القوم بعِلْمٍ وبصيرة، وما منَّ الله به عليهم من الفضائل، عَلِم يقينًا أنَّهم خيْرُ الْخَلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثْلهم، وأنَّهم هم صفوة الصَّفوة من قرون هذه الأُمَّة، التي هي خيْرُ الأمم، وأكرَمُها على الله".[٣]



استقبال رمضان

شهر رمضان أعظم الشهور عند الله تعالى ففيه أُنزل القرآن وفيه ليلة القدر، ولله تعالى في كلِّ ليلةٍ من رمضان عُتقاء من النّار، فهو غنيمة العمر ومدرسة التقوى، وهنالك أمورٌ تعين المسلم على استقبال هذا الشهر العظيم، من أهمّها التوبة النّصوح بين يدي الله تعالى، والإكثار من الاستغفار؛ لأنّ ذنوب العبد قد تحرمه الخيرات والبركات التي تكون في هذا الشهر العظيم، وتجديد النيّة وإخلاصها لله تعالى والعزم على استغلال رمضان كاملًا، وأن يعرف المسلم شرف الوقت والزمن فلا أعظم من شهر رمضان بين شهور العام، وممّا يعين المسلم على استقبال هذا الشهر الكريم، أن يكثر من صيام شعبان أُسوةٌ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذلك؛ لأنّ صيام شعبان قبل رمضان كالتمهيد بين يدي الفريضة وكالنّافلة القبلية قبل الفرض، وأيضًا تعلّم أحكام الصيام من الواجبات المُحتّمة على المسلم تعلُّمُها والتفقّه فيها قبل رمضان، هذه بعٌض من الأسباب التي تعين المسلم على استقبال شهر رمضان المُبارك، وعلى كل حال يجب على المسلم الحرص كلّ الحرص والاجتهاد كلّ الاجتهاد في استقبال شهر رمضان الكريم. [٤]


كيف كان الصحابة يستقبلون رمضان؟

الصحابة -رضي الله عنهم- هم جيل وخير النّاس بعد الأنبياء والمرسلين، لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ أُمَّتي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ)،[١] وقد كانوا أحرص النّس على مواسم الخيرات والرحمات والبركات، ويمكن تلخيص كيفية استقبالهم لشهر رمضان بما يأتي:[٥]

  • تبشير النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بدخول رمضان، ففي الحديث عنه -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (أتاكم شهرُ رمضانَ شهرٌ مباركٌ فرض اللهُ عليكم صيامَه تُفتَّحُ فيه أبوابُ السَّماءِ وتُغلَّقُ فيه أبوابُ الجحيمِ وتُغلُّ فيه مردةُ الشَّياطينِ للهِ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ من حُرم خيرَها فقد حُرم).[٦]
  • قضاء الصوم، كما كانت تفعل ذلك عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-: (كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أسْتَطِيعُ أنْ أقْضِيَ إلَّا في شَعْبَانَ. قَالَ يَحْيَى: الشُّغْلُ مِنَ النبيِّ أوْ بالنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[٧]
  • الدعاء بتبليغ شهر رمضان والبركة فيه والتوفيق للأعمال الصالحة والقبول.
  • الإكثار من الصيام في شعبان، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ).[٨]
  • تحرّي الهلال.
  • التوبة النصوح.
  • الإكثار من النّوافل وخاصّة تلاوة القرآن الكريم.
  • إتقان العمل.
  • الخلوة مع الله تعالى.
  • قيام الليل.
  • إدراك أهميّة شهر رمضان المُبارك.
  • الجود والكرم.



مواضيع أخرى:

تربية الصحابة في المرحلة المكية

لم خاف الصحابة من النفاق؟


المراجع

  1. ^ أ ب رواه البخاري، في البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم:3650، حديث صحيح.
  2. سورة التوبة، آية:100
  3. "الصحابة مكانتهم و فضلهم"، إسلام ويب، 18/11/2018، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
  4. "كيف نستقبل رمضان"، إسلام ويب، 15/6/2015، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
  5. "كيف نستقبل رمضان؟ (خطبة)"، الألوكة، 4/6/2016، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
  6. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:117، فيه أبو قلابة عن أبي هريرة ولم يسمع منه.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1950، حديث صحيح.
  8. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:2356، حديث حسن.