عبد الله بن جعفر

هو أول المواليد في الحبشة وهو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي، والده جعفر الطيار ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمّه عليّ بن أبي طالب، وأمه هي أسماء بنت عميس، وكان والداه من المسلمين الأوائل، وهاجرا في الهجرتين،[١] كان رضي الله عنه آخِر شخص من بني هاشم من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، عرف بجوده وكرمه، وكان يصلح للإمامة، وله شأن كبير.[٢]



ولادة عبد الله بن جعفر

عندما هاجر والداه جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس إلى الحبشة ولدته أمه هناك، فكان أول مولود للمسلمين، وولدت هناك أيضًا أخواه محمد بن جعفر، وعون بن جعفر، وكان يكنى والده به، وعن عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه قال: "ولد جعفر بن أبي طالب عبد الله، وعون، ومحمد بنو جعفر، وأخواهم لأمهم يحيى بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن أبي بكر، وأمهم الخثعمية أسماء بنت عُمَيْس رضي الله عنها".[١]


استشهاد والد عبد الله بن جعفر

استشهد والده جعفر بن أبي طالب في معركة مؤتة، فكفِله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت نشأته في حجر رسول الله، وقد روى عبد الله بن جعفر بنفسه قائلا:[٢]

(أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم أتاهم بعدَما أخبرَهم بقتلِ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ بعدَ ثلاثةٍ فقالَ لا تبْكوا أخي بعدَ اليومِ، ثمَّ قالَ ائتوني ببني أخي فجيءَ بنا كأنَّنا أفرُخٌ فقالَ ادعوا ليَ الحلَّاقَ فأمرَهُ فحلق رؤوسَنا ثمَّ قالَ أمَّا محمَّدٌ فشبَهُ عمِّنا أبي طالبٍ وأمَّا عبدُ اللَّهِ فشبَهُ خُلُقي وخَلقي ثُمَّ أخذ بيدي فأشالَها وقال اللَّهُمَّ اخلُف جعفرًا في أَهلِهِ وبارِك لعبدِ اللَّهِ في صفقتِهِ قالَ فجاءت أمُّنا فذَكرت يُتمَنا فقالَ العَيلةَ تخافينَ عليهِم وأنا وليُّهُم في الدُّنيا والآخرةِ)،[٣] وروي عنه أنَّه قال: "أنا أحفظ حين دخل -رسول الله صلى الله عليه وسلم- على أمي، فنعى لها أبي، فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي وعيناه تهريقان الدموع حتى تقطر لحيته، ثم قال: اللهم إن جعفرًا قدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذريته أحسن ما خلفت أحدًا من عبادك الصالحين في ذريته"،[١] وقال رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر، تلقي بالصبيان من أهل بيته، وإنَّه قدم مرة من سفر، فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة، فأردفه خلفه، فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة"، وذكر الشعبي أنَّ ابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما كان يسلّم على عبد الله بن جعفر قائلا: "السلام عليك يا ابن ذي الجناحين".[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت د. راغب السرجاني (1/5/2006)، "جعفر بن أبي طالب"، قصة الاسلام، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت فريق موقع اسلام ويب، "عبد الله بن جعفر"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2021. بتصرّف.
  3. رواه الذهبي، في تاريخ الإسلام، عن عبد الله بن جعفر، الصفحة أو الرقم:430، حديث صحيح.