شخصية جعفر بن أبي طالب وصفاته

اتصف الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالعديد من الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة ، فمن أبرز ملامح شخصيته ما يلي:[١]


الشجاعة والإقدام

كان -رضي الله عنه- شجاعاً مقداماً، فهو أحد القادة الثلاثة الذين عينهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة مؤتة، فقد كان قائداً فذاً مغواراً، أبلى فيها بلاء حسناً، حيث قام بعقر فرسه وذبحها في المعركة؛ إشارة على عزيمته وإقدامه، فلا فرار ولا تراجع، وكان يقاتل بكل شجاعة وبسالة على أرض المعركة، وقام بحماية راية الإسلام، حتى أصيبت يده اليمنى وقطعت، ثم أصيبت يده اليسرى فقطعت، فلم يدع الراية تسقط فحملها بعضديْه، وبقي على هذه الحال حتى استشهد.[٢]


وكان -رضي الله عنه- جريئاً قوي الموقف، شجاعاً في إظهار الحق، ويظهر ذلك من موقفه في محاورته للنجاشي بقصة مريم وعيسى -عليهما السلام-.[٣]


الجود والكرم

كان -رضي الله عنه- شديد الكرم والجود، معطاءً سخياً، كثير الإنفاق في وجوه الخير، فكان يعطي ما عنده، ولا يستبقي شيئاً قليلاً ولا كثيراً، لا سيما الفقراء والمساكين، فكان من أخير الناس لهم، فيقوم على حوائِجهم، ويرعاهم ويُلازِمُهم، ويُطعِمُهم ممّا في بيتِه، ويكلمهم، حتى إنه لُقب بأبي المساكين، حيث ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: (كُنَّا نُسمِّي جَعفَرًا أبا المساكينِ).[٤][٥]


ومما يدل على شدة كرمه وجوده ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنها-: (وكانَ أخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بنُ أبِي طَالِبٍ؛ كانَ يَنْقَلِبُ بنَا فيُطْعِمُنَا ما كانَ في بَيْتِهِ، حتَّى إنْ كانَ لَيُخْرِجُ إلَيْنَا العُكَّةَ الَّتي ليسَ فِيهَا شَيءٌ، فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ ما فِيهَا)،[٦] والعُكة هي وعاء جلدي يوضع فيه الطعام، كالسمن ونحوه.


الفطنة والدعوة

كان -رضي الله عنه- ذكياً فطناً، أريباً أديباً، حسن المنطق، راجح العقل، وافر الذكاء، يحسن القول في وقت القول، ويحسن ما يذكر في القول، فكان -رضي الله عنه وأرضاه- داعيةً حكيماً، ويظهر ذلك عندما كان أميراً على المؤمنين في الحبشة، فقام بمحاورة النجاشي والنقاش معه، حيث تمكن من إقناعه بالإسلام، فكان -رضي الله عنه- سبباً في إسلام النجاشي، فتكفل النجاشي بتوفير الأمن والأمان للمسلمين في الحبشة.[٧]


التضحية والهجرة

إن التضحية والهجرة هي السمة الغالبة في حياة جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فقد كانت حياته كلها تضحية وهجرة وجهاد، من أجل الله ورسوله، ومن أجل إعلاء كلمة الحق والدين، ولإقامة شعائر الإسلام والدعوة إليه.


فقد هاجر -رضي الله عنه- في حياته ثلاث هجرات؛ فهو ممن هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى، وهاجر إلى الحبشة مع زوجته أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- في الهجرة الثانية، وولد له أولاده الثلاثة في الحبشة، وهاجر إلى المدينة المنورة في الهجرة الثالثة، وهذا يدل على أنه كان -رضي الله عنه- من أهل الإيمان الثابت، واليقين الراسخ، والتضحية الكبيرة، فقد ترك داره وأرضه وبلاده، وهاجر إلى الحبشة بعد أن أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأذن بذلك.[٧]


المراجع

  1. نايف منير فارس، الإمام جعفر بن أبي طالب وآله رضي الله عنهم، صفحة 102-109. بتصرّف.
  2. نايف منير فارس، الإمام جعفر بن أبي طالب وآله رضي الله عنهم، صفحة 20-23. بتصرّف.
  3. "جعفر بن أبي طالب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 20/7/2022. بتصرّف.
  4. رواه شعيب الأرناؤؤط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1/217، إسناده حسن.
  5. "سيرة جعفر بن أبي طالب"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/7/2022. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:3708، صحيح.
  7. ^ أ ب "جعفر بن أبي طالب اشهيد الطيار"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 20/7/2022. بتصرّف.