حفصة بنت عمر

هي أم المؤمنين زوجُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حفصة بنت عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وفاروق أمة الإسلام -رضي الله عنها وعن أبيها- القرشيّة العدويّة، فهي أصيلة الحسب والنسب، ورفيعة المنزلة والشأن، ولدت في مكة قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بخمس سنوات، وكان مولدها في السنة التي أُعيد بناء الكعبة فيها بعد تهدمها بسبب السيل، وكانت قبل زواجها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زوجةً لخُنيس بن حذافة السهمي -رضي الله عنه- وقد هاجرت معه إلى المدينة بعد أن أسلما في مكة، ثمَّ توفي خُنيس، فلما انتهت عدتها تزوّجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة الثالثة للهجرة، وكان عمرها في ذلك الحين عشرون سنة تقريباً، وكانت تُعرف بكثرة صيامها وقيامها، وقد روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحواً من ستين حديثاً، ولها في البخاري ومسلم أربعة أحاديث متفق عليها، ولها في مسلم ستة أحاديث كان قد تفرّد بها.[١]


ما هو لقب حفصة بنت عمر؟

أم المؤمنين

لُقبت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بأم المؤمنين، كغيرها من زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- فكُلُّهن حملن هذا اللقب، فهنَّ أمهات المؤمنين، ولهنَّ مكانة عالية في الإسلام، من احترام وتوقير وتكريم وتعظيم، ولا يحلُّ لمسلم أن يتزوج بهنَّ بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فهنَّ محرمات على المسلمين كحرمة أمهاتهم في حكم الزواج، أما الخلوة بهن فلا تجوز، كما أمر الله -تعالى- وأنزل في كتابه الكريم قوله: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.[٢][٣]


حارسة القرآن

لُقبت السيّدة حفصة -رضي الله عنها- بحارسة القرآن، وذلك بسبب اختيارها من أمهات المؤمنين جميعاً ليتم حفظ أول مصحف مخطوط للقرآن الكريم في بيتها، وحدث ذلك في زمن خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.[٤]


قصة زواج حفصة بنت عمر من النبي محمد

رويت قصة زواج السيّدة حفصة -رضي الله عنها- من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة النبوية الصحيحة، حيث جاء في الحديث: (أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ حِينَ تَأَيَّمَتْ حَفْصَةُ بنْتُ عُمَرَ مِن خُنَيْسِ بنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ -وكانَ مِن أصْحَابِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ شَهِدَ بَدْرًا، تُوُفِّيَ بالمَدِينَةِ- قالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ، فَعَرَضْتُ عليه حَفْصَةَ، فَقُلتُ: إنْ شِئْتَ أنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بنْتَ عُمَرَ، قالَ: سَأَنْظُرُ في أمْرِي، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ، فَقالَ: قدْ بَدَا لي أنْ لا أتَزَوَّجَ يَومِي هذا، قالَ عُمَرُ: فَلَقِيتُ أبَا بَكْرٍ، فَقُلتُ: إنْ شِئْتَ أنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بنْتَ عُمَرَ، فَصَمَتَ أبو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إلَيَّ شيئًا، فَكُنْتُ عليه أوْجَدَ مِنِّي علَى عُثْمَانَ، فَلَبِثْتُ لَيَالِيَ ثُمَّ خَطَبَهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأنْكَحْتُهَا إيَّاهُ، فَلَقِيَنِي أبو بَكْرٍ فَقالَ: لَعَلَّكَ وجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أرْجِعْ إلَيْكَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فإنَّه لَمْ يَمْنَعْنِي أنْ أرْجِعَ إلَيْكَ فِيما عَرَضْتَ، إلَّا أنِّي قدْ عَلِمْتُ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولو تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا).[٥]


المراجع

  1. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 482. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:6
  3. ابن كثير، تفسير ابن كثير، صفحة 340. بتصرّف.
  4. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 237. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4005، حديث صحيح.