ما هو لقب أسماء بنت أبي بكر؟

لقّبت الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- بذات النطاقين؛ وسبب هذا اللقب أنه لما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، مكثا أثناء سفرهما في غار ثور، فكانت -رضي الله عنها- تأتي إليهما في الليل تحمل الأخبار والزاد والماء طيلة فترة وجودهما في الغار، فصنعت لهما طعاماً وأعدت سقاءً، وعندما انتهت من إعدادهما لم تجد ما تربطهما بهما، فاضطرت إلى شقّ نطاقها؛ والنطاق هو الإزار التي تأتزر به،[١] وتشد به المرأة وسطها عند معاناة الأشغال، لترفع به ثوبها، فجعلته نصفيْن؛ نصف ربطت به الطعام، والنصف الآخر ربطت به الماء.[٢][٣]


ومن أجل ذلك لقّبت بذات النطاقين؛ ودعا لها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يبدلها الله نطاقيْن في الجنة، جاء في الحديث الذي روته أسماء -رضي الله عنها-: (صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَيْتِ أبِي بَكْرٍ، حِينَ أرَادَ أنْ يُهَاجِرَ إلى المَدِينَةِ، قالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ، ولَا لِسِقَائِهِ ما نَرْبِطُهُما به، فَقُلتُ لأبِي بَكْرٍ: واللَّهِ ما أجِدُ شيئًا أرْبِطُ به إلَّا نِطَاقِي، قالَ: فَشُقِّيهِ باثْنَيْنِ، فَارْبِطِيهِ: بوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ، فَفَعَلْتُ، فَلِذلكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ).[٤]


نبذة عن أسماء بنت أبي بكر

هي أسماء بنت الصحابي الجليل أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، واسمه عبد الله بن أبي قحافة عثمان، القرشية التيمية، وأمها قيلة، وقيل: قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن جابر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وهي أخت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- لأبيها، وأسنّ منها، وكان عبد الله بن أبي بكر أخاً شقيقاً لها.[٥]


وُلدت أسماء بمكة قبل الهجرة بسبعٍ وعشرين سنة، وأسملت -رضي الله عنها- قديماً في مكة المكرمة؛ حيث بايعت النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإيمان والتقوى، فكانت من السابقات في الإسلام، فأسلمت عن عمرٍ لا يتجاوز الرابعة عشرة، وكان إسلامها بعد سبعة عشر شخصاً،[٥][٦]وتزوجت بالصحابي الجليل حواريّ رسول الله الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، وقد كان فقيراً، ليس له خادم ولا مال، غير فرسٍ يملكه، فكانت له نعم الزوجة الصالحة تخدمه وترعاه.[٧]


وهاجرت هي وزوجها إلى المدينة المنورة وكانت حاملاً بعبد الله بن الزبير فأنجبته في قباء، ثم ولدت للزبير؛ عروة والمنذر،[٧] وقد توفيت -رضي الله عنها- في مكة المكرمة بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- بعدة أيام، وقد كان مقتله -رضي الله عنه- يوم الثلاثاء في السابع عشر من شهر جمادى الأولى من العام الثالث والسبعين للهجرة، وكان عمرها عند وفاتها مائة عام.[٨]


المراجع

  1. محمد الحسن الددو الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 14. بتصرّف.
  2. عبد الرحمن رأفت الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 48-49. بتصرّف.
  3. "أسماء بنت أبي بكر .. ذات النطاقين"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2022. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسماء بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:2979، صحيح.
  5. ^ أ ب ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 7. بتصرّف.
  6. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1781-1782. بتصرّف.
  7. ^ أ ب الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 287-290. بتصرّف.
  8. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 200-201. بتصرّف.