الفرق بين عمر عائشة وفاطمة
وُلِدت أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بأربع سنين أو خمس،[١] واختُلف في مولد فاطمة الزهراء بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسيدة نساء أهل الجنة -رضي الله عنها-، فقيل بأنَّها ولدت في عام بناء الكعبة، وكان عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- حينها خمساً وثلاثين سنة، وقيل بأنَّها ولدت قبل بعثته -صلى الله عليه وسلم- بعام أو أكثر، وعلى كل الأحوال فاطمة أكبر سناً من عائشة، والفرق بينهما على أقل تقدير هو خمس سنين.[٢]
العلاقة بين عائشة وفاطمة
علاقة عائشة بفاطمة
كانت العلاقة بين عائشة زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفاطمة ابنته -رضي الله عنهما- قائمةً على المودة والمحبة والبر والصلة والإخوة والإحسان، فقد كانت عائشة -رضي الله عنها- تحب فاطمة -رضي الله عنها- وتثني عليها، وتشبهها بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد جاء في الحديث عن عائشة قولها: (ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ سَمتًا ولا هديًا برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ من فاطمةَ بنتِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ورضي اللَّه تعالى عنها، قالت: وَكانَت إذا دخلَت على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قامَ إليها فقبَّلَها وأجلَسَها في مجلسِهِ، وَكانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا دخلَ عليها قامت من مجلسِها فقبَّلتهُ وأجلَستْهُ في مجلسِها)،[٣] ومن الأدلة الواضحة على حب عائشة لفاطمة أنَّها روت عنها الحديث الذي نقلت فيه فاطمة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إسراره لها بأمور، ومدحه لها وتبشيرها بقوله: (ألَا تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ).[٤][٥]
علاقة فاطمة بعائشة
وكانت هذه المحبة وهذا الإجلال متبادلاً بين عائشة وفاطمة -رضي الله عنهما-، فقد كانت فاطمة أيضاً تحب عائشة وتجلها وتعلم مكانها عند أبيها -صلى الله عليه وسلم- ومحبته لها، وقد أوصاها بأن تحبها فلم تخالف وصيته، ورفضت أن تنقل شكوى نسائه من عائشة إليه مرةً أخرى، كما جاء في الحديث: (أَرْسَلَ أَزْوَاجُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَاطِمَةَ بنْتَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَتْ عليه وَهو مُضْطَجِعٌ مَعِي في مِرْطِي، فأذِنَ لَهَا، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إلَيْكَ يَسْأَلْنَكَ العَدْلَ في ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ، وَأَنَا سَاكِتَةٌ، قالَتْ فَقالَ لَهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَيْ بُنَيَّةُ أَلَسْتِ تُحِبِّينَ ما أُحِبُّ؟ فَقالَتْ: بَلَى، قالَ فأحِبِّي هذِه)،[٦] وكانت علاقة فاطمة بعائشة كعلاقة البنت المتزوجة بأمها إذا زارت بيت أبيها، وظلّت هذه العلاقة طيبةً وطيدةً حتى بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت فاطمة تثق بعائشة كما تثق البنت بأمها فتحكي لها أسرارها وتأخذ برأيها.[٧]
المراجع
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 231. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 263. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في الترخيص بالقيام، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:42، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6285 ، حديث صحيح.
- ↑ السؤال رقم198725 (28/6/2013)، "العلاقة بين أم المؤمنين عائشة ، وفاطمة بنت النبي ، رضي الله عنهما"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2442، حديث صحيح.
- ↑ عادل العزازي (13/7/2015)، "علاقة أم المؤمنين عائشة بفاطمة رضي الله عنهما"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.