التعريف بحفصة بنت عمر

هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، وقد وُلِدت قبل البعثة النبوية بخمس سنوات، وتزوّجت في البداية بخُنَيْس بن حذافة -رضي الله عنه-، وهاجرت معه إلى المدينة، وتُوفّي عنها بعد غزوة بدر، فخطبها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك، وسيأتي بيان قصّة خطبتها لاحقاً.[١]


وقد كانت -رضي الله عنها- قوّامة وصوّامة وكثيرة العبادة والطاعة والتقرّب إلى الله -عز وجل-، ولها العديد من المرويات عن النبيّ الكريم وعن والدها عمر، وقد تُوفّيت حفصة في خلافة معاوية -رضي الله عنه- عام 45 للهجرة تقريباً، وكان عمرها نحو 65 عاماً، ودُفنت في البقيع،[١] وقيل: تُوفّيت عام 46 للهجرة،[٢] وقيل غير ذلك.


قصة زواج النبي من حفصة

بعد أن تأيّمت حفصة -رضي الله عنها-؛ أي بعد وفاة زوجها خُنيس بن حُذافة وانتهاء عدّتها، ذهب عمر بن الخطاب إلى عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- وعرض عليه الزواج بحفصة، فقال له عثمان: "سَأَنْظُرُ في أمْرِي"، وبعد أيَّامٍ لقي عثمان عمر فقال له: "مَا أُرِيدُ النِّكَاحَ يَوْمِيَ هَذَا".[٣]


ثم ذهب عمر إلى أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- يعرض عليه الزواج بحفصة ويقول: "إنْ شِئْتَ أنْكَحْتُكَ حَفْصَةَ بنْتَ عُمَرَ، فَصَمَتَ أبو بَكْرٍ فَلَمْ يَرْجِعْ إلَيَّ شيئًا، فَكُنْتُ عليه أوْجَدَ مِنِّي علَى عُثْمَانَ"؛ أي كان يجد في نفسه عضباً على أبي بكر أشدّ من غضبه على عثمان لأنّه لم يرجع إليه بخبر.[٤]


وبعد ليالٍ جاء النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- فخطب حفصة من والدها، فأنكحها عمر إليه، وكان ذلك في السنة الثالثة من الهجرة، ثمّ التقى عمر بأبي بكرٍ فقال له: "لَعَلَّكَ وجَدْتَ عَلَيَّ حِينَ عَرَضْتَ عَلَيَّ حَفْصَةَ فَلَمْ أرْجِعْ إلَيْكَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فإنَّه لَمْ يَمْنَعْنِي أنْ أرْجِعَ إلَيْكَ فِيما عَرَضْتَ، إلَّا أنِّي قدْ عَلِمْتُ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ ذَكَرَهَا، فَلَمْ أكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولو تَرَكَهَا لَقَبِلْتُهَا".[٥][٤]


صفات ومناقب حفصة رضي الله عنها

تميّزت حفصة -رضي الله عنها- بالعديد من الصفات والمناقب، ونذكر أبرزها فيما يأتي:[٦]

  • قيام الليل والاجتهاد في الطاعة والعبادة، والاعتكاف في العشر الأواخر.
  • رجاحة العقل والرأي، والعلم الغزير الذي اكتسبته من محاوراتها مع النبي الكريم، والكتابة، وقد كان النبيّ يحثّها على تعليم النساء الكتابة.
  • الفصاحة والبلاغة، ولها العديد من النصوص التي تُظهر تألّقها في هذا الباب.
  • رواية الحديث، فقد روت عن النبي -عليه الصلاة والسلام العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، واتّفق البخاري ومسلم على أربعة أحاديث لها، وانفرد مسلم بستة أحاديث أخرى، وعدد مروياتها في الكتب الستة: 28 حديثاً، وقد روت -رضي الله عنها- في الطهارة، والصوم، والمناسك، والشمائل، والآداب، والطب، والفِتن.[٧]
  • امرأة فاضلة ظلّت موضع احترام وتقدير الصحابة والناس، وقد كانت تصون وتحفظ في بيتها ما كُتِب من الوحي وما نزل من الآيات القرآنية الكريمة، واستفاد الصحابة الكِرام من ذلك حين تمّ جمع القرآن الكريم.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 679، جزء 10. بتصرّف.
  2. ابن أبي عاصم، الآحاد والمثاني، صفحة 407، جزء 5. بتصرّف.
  3. المقريزي، إمتاع الأسماع، صفحة 49، جزء 6. بتصرّف.
  4. ^ أ ب موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 558-559، جزء 2. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4005، صحيح.
  6. أمينة الخراط، أم المؤمنين حفصة بن عمر، صفحة 75-94. بتصرّف.
  7. على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، صفحة 196-197. بتصرّف.
  8. خالد الحمودي، أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، صفحة 8. بتصرّف.