سبب تسمية السيدة عائشة بالحميراء
أطلق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لقب الحميراء على عائشة -رضي الله عنها-، فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ذلك فقالت: (دخلَ الحبشةُ المسجدَ يلعبُونَ فقالَ لي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يا حُمَيْرَاءُ تُحِبِّينَ أنْ تنظُرِي إليهم فقلْتُ نعَمْ)،[١] وكان أهل اللغة يطلقون لقب الحميراء على صاحبة البشرة البيضاء، وقد كانت عائشة -رضي الله عنها- ذات بشرة بيضاء، ولم يطلق العرب على ذات البشرة البيضاء لقب الأبيض؛ وذلك لأنّ المتعارف عليه أنّ الأبيض عندهم يطلق على الطاهر النقي من العيوب، أمّا إذا أرادوا أن يشيروا على البياض في ذلك أشاروا إليه بالأحمر،[٢] وقد كان هناك رأي ٌ آخر لابن حجر العسقلاني -رحمه الله تعالى-، حيث يقول أنَّ العرب تطلق على الأبيض لقب الأحمر كراهةً للون الأبيض في البشرة، لأنّه يشبه البرص، ولأجل ذلك كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يخاطب عائشة -رضي الله عنها- بالحميراء.[٣]
سيرة عائشة أم المؤمنين
اسمها ونسبها
هي عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة بن عامر بن كعب بن كنانة، زوجة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وابنة خليفة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، يجتمع نسبها -رضي الله عنها- مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الجد السابع من أبيها، والدتها أمّ رومان بنت عامر الكنانية، قيل اسمها زينب، وقيل: دعد، كنّاها زوجها محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بأم عبد الله، فقد طلبت منه -عليه الصلاة والسلام- أن يكنّيها كغيرها من النساء فلا ولد لها، فكنّاها بأم عبد الله، وقد اشتُهرت بالقبيلة التي تنتمي إليها -رضي الله عنها- بالكرم والشجاعة والأخلاق النبيلة.[٤]
ولادة عائشة ونشأتها
ولدت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- في مكة المكرمة قبل الهجرة النبويّة قرابة السبع سنوات،[٥] وقد نشأت -رضي الله عنها- في بيتٍ كريم، بين أبوين مؤمنين، وترعرت في بيت يدين بدين الإسلام، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (لَمْ أعْقِلْ أبَوَيَّ إلَّا وهُما يَدِينَانِ الدِّينَ، ولَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إلَّا يَأْتِينَا فيه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، طَرَفَيِ النَّهَارِ: بُكْرَةً وعَشِيَّةً).[٦][٧]
زواج عائشة من رسول الله
توفيت زوجة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خديجة -رضي الله عنها- قبل الهجرة بثلاث سنوات، وجلس -عليه الصلاة والسلام- دون زواجٍ إلى ما يقارب السنتين لحزنه الشديد على وفاة زوجته خديجة -رضي الله عنها-، وبعد فترة أتته خولة بنت حكيم واقترحت عليه الزواج من بكرٍ أو ثيب، وكانت تقصد بالبكر عائشة -رضي الله عنها-، فطلب منها -عليه الصلاة والسلام- أن يذكر ذلك لأهلها، وعندما علِم بذلك أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: أو تصلح له وهي ابنة أخيه؟ فأجابه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالإيجاب، فبعث الجواب مع خولة أن بلغيه فليأتِ، فخطبها رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وهي بعمر التسع سنوات.[٨]
المراجع
- ↑ رواه العيني، في عمدة القاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:391، حديث إسناده صحيح.
- ↑ "حياة أم المؤمنين (عائشة رضي الله عنها) العامة والخاصة"، طريق الإسلام، 12/3/2014، اطّلع عليه بتاريخ 19/7/2021. بتصرّف.
- ↑ "سبب تسمية النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة بالحميراء"، إسلام ويب، 4/9/2010، اطّلع عليه بتاريخ 19/7/2021. بتصرّف.
- ↑ ياسين الخليفة الطيب المحجوب، كتاب إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة، صفحة 17-19. بتصرّف.
- ↑ د. مسلم اليوسف (25/6/2011)، "حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها العامة والخاصة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/7/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:476، حديث صحيح.
- ↑ ياسين الخليفة الطيب المحجوب، كتاب إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ محمد على قطب، عائشة رضي الله عنها معلمة الرجال والأجيال، صفحة 18-19. بتصرّف.