هل كان للسيدة عائشة أحفادٌ؟

لم يكن للسيدة عائشة -رضي الله عنها- أحفادٌ من صلبها؛ إذ إنّها -رضي الله عنها- لم تنجب أبناءً، ولم يرزق الله -تعالى- النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من أزواجه أبناءً إلّا من السيدة خديجة -رضي الله عنها-، ورُزق بابنه إبراهيم من السيدة مارية القبطية،[١] إلّا أنّه وإن لم يكن لعائشة -رضي الله عنها- أولادٌ وأحفادٌ، فهي أمٌّ للمؤمنين جميعهم كسائر زوجات النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ لقول الله -تعالى-: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)،[٢] وكلّ مسلمٍ ومسلمةٍ يقدّر أمّ المؤمنين عائشة وجميع أمّهات المؤمنين -رضي الله عنهنّ-، ويحفظ لهنّ فضلهنّ، ويحترم مكانتهنّ، ويقتدي بأخلاقهنّ؛ فهو من أحفادهنّ ضمنًا، وإن لم يكن من أحفادهنّ في الدم والنسب.


نسب السيدة عائشة وزواجها

اسمها ونسبها

السيدة عائشة هي بنت أبي بكر الصدّيق -رضي الله عنهما- عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، صاحب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأوّل الرجال إسلامًا،[٣] وأمّها هي: أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس الكنانية.[٤]


زواجها بالنبي

تزوّج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من السيّدة عائشة -رضي الله عنها- قبل هجرته إلى المدينة المنوّرة بسنتين، وقيل بثلاث سنواتٍ، وكان -عليه الصلاة والسلام- قد أراه الله -تعالى- عائشة في المنام مرّتين؛[٤] وذلك كما جاء في الرواية التي أخرجها البخاري عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال لها: (أُرِيتُكِ قَبْلَ أنْ أتَزَوَّجَكِ مَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَقُلتُ له: اكْشِفْ، فَكَشَفَ فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُنْ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ، ثُمَّ أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فَقُلتُ: اكْشِفْ، فَكَشَفَ، فإذا هي أنْتِ، فَقُلتُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ)،[٥] وسرقةٍ من حرير؛ أي قطعةٌ من حريرٍ، ورؤيا الأنبياء حقٌّ يقينٌ؛[٦] لذا أرسل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى أبيها يخطبها، وتزوّجها.[٤]


أبرز صفات السيدة عائشة ومناقبها

تميّزت عائشة -رضي الله عنها- بخصالٍ وصفاتٍ كريمةٍ؛ فقد نشأت منذ حداثة سنّها في بيت النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وتشرّبت أخلاق النبوّة، وتنزّل الوحي في بيتها، ومن أبرز صفات عائشة -رضي الله عنها- أنّها كانت مجدَّةً في العبادة كثيرة الصيام والقيام، وتكثر من الصدقات والإنفاق على الفقراء والمساكين، ورغم مكانتها ومنزلتها بين الصحابة، إلّا أنّها كانت زاهدةً ورعةً، وكانت لها -رضي الله عنها- مكانةٌ علميَّةٌ رفيعةٌ؛ فكانت عالمةً بالحديث والفقه والشعر والأنساب وغيرها، وكانت -رضي الله عنها- مرجعًا للصحابة -رضي الله عنهم-، يسألونها ويستفتونها فيما يُشكل عليهم، ومن ذلك قول أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-: (ما أشكَل علينا -أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا).[٧][٤]


المراجع

  1. أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 169. بتصرّف.
  2. سورة الأحزاب، آية:6
  3. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 7. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث أبو الحسن بن الأثير، أسد الغابة، صفحة 186. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:7012، حديث صحيح.
  6. "شرح حديث: أُريتك قبل أن أتزوجك"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/9/2022. بتصرّف.
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:3883، صححه الترمذي.