خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- سيِّدةٌ من أشرف سيّدات قريش وأكرمهنّ، وهي أولى أمّهات المؤمنين؛ حيث كانت أوّل زوجةٍ للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وكان لها معه وقفاتٌ ومواقف سطّرتها كتب التراجم والسير،[١]وفيما يأتي سردٌ لقصّة زواج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من خديجة -رضي الله عنها-، وأبرز مواقفها معه.
زواج النبيّ من خديجة
وصلت إلى مسمع السيدة خديجة -رضي الله عنها- أخبارٌ وأحاديث كثيرةٌ، تشهد للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالصدق والأمانة، وكانت -رضي الله عنها- ذات مالٍ، وتحتاج لمن يخرج لها مُتاجرًا في مالها إلى بلاد الشام؛ فاختارت النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وكان ذلك قبل البعثة بسنواتٍ؛ حيث كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في عمر الخامسة والعشرين، وخرج برفقة غلام خديجة: مسيرة، وعادا بعدها من الشام وقد ربحت تجارتهما.[٢]
وبعد أن رأت خديجة -رضي الله عنها- حسن خُلق النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وسمعت من غلامها عن أمانته وأخلاقه؛ أرسلت خديجة -رضي الله عنها- بواسطةٍ تسأل عن رغبة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالزواج منها؛ فأبدى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- رغبته، وأرسل عمّه أبا طالبٍ ليخطبها له، وتزوّجها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وكان عمره حينها خمسةً وعشرين عامًا، وأمّا السيدة خديجة فكانت في الأربعين من عمرها، واستمرّ زواجهما خمسةً وعشرين عامًا؛ حيث توفّيت خديجة -رضي الله عنها- في الخامسة والستين من عمرها، وكانت وفاتها في السنة العاشرة للبعثة، وعُرف هذا العام بعام الحزن؛ لأنّه شهد وفاتها ووفاة أبي طالب عمّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وهما أكثر الناس مساندةً ومناصرةً له؛ فحزن لوفاتهما حزنًا شديدًا.[٢]
أبناء خديجة
رزق الله -تعالى- النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بأبناءٍ من خديجة -رضي الله عنها-، وكلّ أبناء النبيّ كانوا منها -رضي الله عنها- إلّا ابنه إبراهيم؛ فهو من مارية القبطية، فأنجبت خديجة -رضي الله عنها-: القاسم، وزينب، ورقية، وأمّ كلثوم، وفاطمة، وعبد الله، وقد توفّاهم الله جميعًا في حياة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- باستثناء فاطمة -رضي الله عنها-؛ حيث توفّاها الله -تعالى- بعد وفاة النبيّ بستّة أشهرٍ وفق أصحّ الروايات، فكانت أوّل أهله وآله لحاقًا به إلى الدار الآخرة.[٣]
من مواقف ومناقب خديجة
كان لأمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- مواقف كثيرةٌ، ومناقب جميلةٌ، ميّزتها ورفعت ذكرها وقدرها؛ فقد كانت -رضي الله عنها- أوّل من أسلم من الرجال والنساء أجمعين،[١] وساندت النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بمالها ونفسها قبل بعثته، وآزرته وهوّنت عليه بعد بعثته، وعند بدء نزول الوحي على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حين عاد من غار حراء خائفًا؛ فطمأنته، وخفّفت عنه، وأسكنته قلقه بأنّ الله -تعالى- لن يخذله، وأخذته إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل -وكان على النصرانية-؛ ليخبره بما رآه في الغار،[٤] وبقيت خديجة -رضي الله عنها- طوال حياتها مع النبيّ مؤازرةً له، وقد حفظ لها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ذلك، وكان يذكره لها.[١]
مواضيع أُخرى:
المراجع
- ^ أ ب ت السيد الجميلي، نساء النبي، صفحة 11-13. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 101-103. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 169-179. بتصرّف.
- ↑ محمد الصوياني، الصحيح من أحاديث السيرة النبوية، صفحة 32. بتصرّف.