أم المؤمنين عائشة

هي الصحابية الجليلة وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنها-، زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبنت الصحابي الجليل صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخليفته، ولدت في الإسلام في بيت دينٍ وتقوى وعلم، لأبوين مسلمين من السابقين الأولين، فأبوها أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أول من أسلم من الرجال، وصاحب المكانة العالية في الإسلام، وأحب الرجال إلى قلب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأمها أم رومان بنت عامر، المؤمنة المهاجرة، وقد تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة وهي ابنة تسع سنوات، وذلك بعد وفاة خديجة -رضي الله عنها- وكانت عائشة أحب النساء إلى قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وكناها بأم عبد الله تطييباً لخاطرها، وكانت أفقه نساء المسلمين على الإطلاق، وروت عن النبي الكثير من الأحاديث، وقال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَضْلُ عائِشَةَ علَى النِّساءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سائِرِ الطَّعامِ).[١][٢]


لم كانت عائشة أفقه النساء؟

كانت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أفقه النساء وأعلمهن في أمة الإسلام، فقد كان كبار الصحابة يرجعون إليها ويسألونها فيما أشكل عليهم من مسائل، وذلك لما كانت تحويه من علم غزير، وقدرة على استنباط الأحكام، وسرعة البديهة، والذكاء الشديد، والفهم الواسع، فقد كانت عالمةً بالكتاب والسنة والفقه والفرائض والعقيدة واللغة والشعر والتاريخ والطب، وقد روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر من ألفي حديث، واستدركت على الصحابة في كثير من المسائل، وكان لها اجتهادات انفردت فيها عنهم.[٣]


أقوال الصحابة والتابعين في علم عائشة

وردت كثير من الأقوال عن الصحابة والتابعين تتحدث عن علم عائشة الواسع ومكانتها العلمية العالية، منها:[٤]

  • قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-: "مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثٌ قَطُّ فَسَأَلْنَا عَائِشَة إِلا وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْمًا".
  • قال مسروق -رحمه الله-: "لَقَدْ رَأَيْتُ الأكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهَا عَنِ الْفَرَائِضِ".
  • روى هشام بن عروة عن أبيه أنه قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَلا بِسُنَّةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلا بِشِعْرٍ، وَلا فَرِيضَةٍ مِنْ عَائِشَة رضي الله عنها".
  • قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- وَلا أَفْقَهَ فِي رَأْيٍ إِنِ احْتِيجَ إِلَى رَأْيِهِ، وَلا أَعْلَمَ بِآيَةٍ فِيمَا نَزَلَتْ، وَلا فَرِيضَةٍ مِنْ عَائِشَة". 
  • قال الزهري -رحمه الله-: "لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَة إِلَى عِلْمِ جَمِيْعِ النِّسَاءِ، لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَة أَفْضَلَ"، وفي رواية: "لَوْ جُمِعَ عِلْمُ نِسَاءِ هَذِهِ الأمَّةِ فِيهِنَّ أَزْوَاجُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلِمُ عَائِشَة أَكْثَرَ مِنْ عِلْمِهِنَّ". 
  • قال محمود بن لبيد: "كَانَ أَزْوَاجُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَحْفَظْنَ مِنْ حَدِيثِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا وَلا مِثْلاً لعَائِشَة وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَكَانَتْ عَائِشَة تُفْتِي فِي عَهْدِ عُمَرَ وَعُثْمَانَ إِلَى أَنْ مَاتَتْ، يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَكَانَ الأكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرُ وَعُثْمَانُ بَعْدَهُ يُرْسِلانِ إِلَيْهَا فَيَسْأَلانِهَا عَنِ السُّنَنِ". 
  • روى عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، قال: "كَانَتْ عَائِشَة قَدِ اسْتَقَلَّتْ بِالْفَتْوَى فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَهَلُمَّ جَرًّا إِلَى أَنْ مَاتَتْ يَرْحَمُهَا اللَّهُ، وَكُنْتُ مُلازِمًا لَهَا مَعَ بِرِّهَا بِي".


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3770، حديث صحيح.
  2. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 426. بتصرّف.
  3. سليمان الندوي، سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين، صفحة 227. بتصرّف.
  4. ياسين الخليفة الطيب المحجوب، إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة، صفحة 65. بتصرّف.