الفرق بين عمر عائشة والرسول الكريم

الفرق بين عمر عائشة -رضي الله عنها- والنبي -صلى الله عليه وسلم- أربع وأربعون أو خمس وأربعون عاماً، حيث تذكر كتب التاريخ والسيرة أنّ عائشة "ولدت عائشة بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بأربع أو خمس سنين"،[١] ومعلوم أنّ عمر النبي الكريم عند البعثة أربعون عاماً.[٢]


يقول المباركفوري: "وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلاً، ويوافق ١٠ أغسطس سنة ٦١٠ م، وكان عمره -صلى الله عليه وسلم- إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية، وستة أشهر، و١٢ يوما، وذلك نحو ٣٩ سنة شمسية وثلاثة أشهر و١٢ يوماً"[٣]


وقد تزوّج النبي -عليه الصلاة والسلام- عائشة -رضي الله عنها- وعمرها ست سنوات، ودخل بها في السّنة الأولى من الهجرة وعمرها يومئذ تسع سنوات، وهي البكر الوحيدة من بين أزواجه، وكان قد تزوّج قبلها خديجة -رضي الله عنها- وبعد وفاة خديجة تزوّج من سودة بنت زمعة القرشية -رضي الله عنها-؛ ثمّ أعقب ذلك زواجه من عائشة.[٤]


الرّد على استنكار زواج النبي من عائشة

أثار زواج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من عائشة -رضي الله عنها- العديد من التّساؤلات التي تستنكر هذا الزّواج بسبب فارق العمر بينهما، وتثير هذه الفئة الشّبهات التي لا تليق بمكانة النبي -عليه الصلاة والسلام-، ويمكن الرّد على قولهم بعدد من الحقائق، وأهمّها ما يأتي:[٥]


  • جاء زواج النبي الكريم من عائشة أمر إلهي، حيث رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك في المنام، ورؤيا الأنبياء حقّ وصدق؛ ففي الحديث الصحيح عن عائشة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أُرِيتُكِ في المَنامِ مَرَّتَيْنِ، إذا رَجُلٌ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةِ حَرِيرٍ، فيَقولُ: هذِه امْرَأَتُكَ، فأكْشِفُها فإذا هي أنْتِ، فأقُولُ: إنْ يَكُنْ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ).[٦]
  • لم يكن أمر زواج النبي الكريم من عائشة وهي صغيرة السّنّ أمرٌ مستغرب أو مستهجن في عادات العرب آنذاك، بل إنّ عائشة ذاتها كان قد ذكرها أهل مطعم بن عديّ يريدون خطبتها لابنهم.
  • لو كان أمر زواج النبي الكريم من عائشة أمراً معيباً -وحاشاه أنْ يكون- لاستغلّ مشركو قريش الفرصة للطّعن والإساءة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا لم يحدث رغم شدّة حرصهم على الطّعن به والإساءة لرسالته ودعوته.
  • تأكيداً على ما سبق؛ فقد ذكر المؤرخون أنّ عبد المطلب قد تزوّج بهالة بنت عم آمنة في نفس اليوم الذي تزوّج فيه ابنه عبد الله من آمنة بنت وهب، وعبد الله أصغر أبنائه وآمنة يومئذ في سنّ هالة، ولم يستنكر أحدٌ من قريش على عبد المطلب زواجه.
  • لم يدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- بعائشة إلا في سنّ التاسعة، ومعلوم أنّ بيئة جزيرة العرب كانت مواتية للنّضوج البدني المبكر واكتمال النّمو.
  • تؤكّد الأحداث والمواقف التي عاشتها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- مع النبي الكريم أنّها كانت في منتهى الرّضا وغاية السّعادة؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتلمّس حاجاتها ويرعى خاطرها ويدخل الفرح إلى قلبها.

المراجع

  1. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 232، جزء 8. بتصرّف.
  2. أكرم العمري، السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية، صفحة 124، جزء 1. بتصرّف.
  3. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 56.
  4. ابن قيم الجوزية، زاد المعاد في سيرة خير العباد، صفحة 102-103، جزء 1. بتصرّف.
  5. فريق الموقع، "استنكار زواجه -صلى الله عليه وسلم- من السيدة عائشة وهي طفلة"، بيان الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 14/1/2023. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5078 ، صحيح.