أم المؤمنين عائشة

هي أم المؤمنين عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة، القرشيّة التيميّة، والدتها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانيّة، ولدت -رضي الله عنها- في مكة الكرمة، قبل الهجرة بسبع سنوات، فكانت حياتها بعد ذلك بين بيت الصديق -رضي الله عنه- وبين بيت النبوّة، وقد تزوّج منها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهي في التاسعة من عمرها، وكان قد عقد عليها -رضي الله عنها- وهي ابنة ست سنوات، وقد سُئل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن أحب الناس إليه، فأجاب: (عَائِشَةُ، قُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قالَ أَبُوهَا)،[١][٢] وكان والدها أول من أسلم من الرجال، وبدخوله الإسلام شاركه كل من زوجته وبناته أسماء وعائشة -رضي الله عنهم أجمعين- الدخول في الإسلام، لذلك تُعدّ عائشة من أوائل الناس إسلاماً وإيماناً بصدق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.[٣]


ما هي كنية عائشة؟

يعدّ التكني من عادات العرب المتعارف عليها قديماً، فهي ترمز في عرفهم إلى الشرف والمكانة الرفيعة، والفخر، وفيما يأتي ذكر كنية أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-:[٤]


أم المؤمنين

وكنيّة أم المؤمنين لم تكن خاصةً بعائشة -رضي الله عنها-، بل جميع زوجات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد قال الله -عزّ وجلّ-: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}.[٥]


أم عبد الله

وقد اختلف أهل العلم بسبب هذه الكنية إلى رأيين، وهما كما يأتي:[٦][٤]

  • الرأي الأول: لم يكن لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ولد، فلم تحزن أو تعترض على قضاء الله -تعالى- فيها-، إلّا أنَّها طلبت من زوجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يكنّيها كغيرها من النساء، فقالت له: (يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كُلُّ صَواحبي لَهُنَّ كُنًى، قال: فاكْتَني بابْنِكَ عبدِ اللهِ -يَعْني ابنَ أُختِها، قال مُسدَّدٌ: عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ- قال: فكانت تُكنى بأُمِّ عبدِ اللهِ)،[٧] وفي روايةٍ أخرى عندما ولد عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، جاءت به عائشة -رضي الله عنها- لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فأخذه وتفل في فمه، فكان أول ما دخل جوفه هو ريق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (هذا عبدُ اللهِ، وأنتِ أُمُّ عبدِ اللهِ)،[٨] ومن تلك اللحظة أصبحت الكنيّة الخاصة بأمّ المؤمنين هي أم عبد الله -رضي الله عنها-.
  • الرأي الثاني: أنَّ أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كانت تحمل بولد من رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، إلّا أنَّها أسقطته فلم يكتمل حملها، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد أطلق عليه اسم عبد الله، فتكنّت -رضي الله عنها- به، وهذا الرأي لم يُثبت عند أهل العلم، فهو رأيٌ ضعيف مرجوح ولا دليل عليه، لذلك فالرأي الأول هو الأصح عند أهل العلم.


المراجع

  1. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:2384، حديث صحيح.
  2. د. مسلم اليوسف (25/6/2011)، "حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها العامة والخاصة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2021. بتصرّف.
  3. ياسين الخليفة الطيب المحجوب، كتاب إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة، صفحة 21. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الشيخ عادل يوسف العزازي (3/4/2015)، "كنية أم المؤمنين عائشة وألقابها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  5. سورة الأحزاب، آية:6
  6. سليمان الندوي، كتاب سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين، صفحة 203. بتصرّف.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4970، حديث صحيح.
  8. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:24619، حديث صحيح .