زينب بنت جحش

هي أم المؤمنين زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وابنة عمته، زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر، بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّة، وأمها هي أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، وأخوها الصحابي عبد الله بن جحش، وكانت زينب من السابقات في الإسلام، ومن المهاجرات، ولدت -رضي الله عنها- قبل الهجرة بثلاث وثلاثين سنة، وقد زوّجها الله -تعالى- لنبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- دون زوجاته الأخريات.[١][٢]


معلومات عن زينب بنت جحش

للسيدة زينب بنت جحش -رضي الله عنها- مجموعة من الفضائل عديدة في الإسلام وقد تميّزت بعدّة أمور، منها:[٣]


قصة زواجها من الرسول

كانت زينب -رضي الله عنها- زوجةً لزيد بن حارثة مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمَّ طلقها زيد وتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأمر من الله -تعالى- حيث قال تعالى في القرآن الكريم: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا}،[٤] وكانت زينب تفتخر بزواجها من النبي -صلّى الله عليه وسلم- وتقول: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ أنكحَني مِنَ السَّماءِ).[٥][٦]


نزول آية الحجاب بسببها

نزلت آية الحجاب في حق أمهات المؤمنين بسبب الصحابية الجليلة زينب بنت جحش، فقد روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك أنَّه قال: (لَمَّا تَزَوَّجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَيْنَبَ بنْتَ جَحْشٍ، دَعَا القَوْمَ فَطَعِمُوا ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، وإذَا هو كَأنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ، فَلَمْ يَقُومُوا فَلَمَّا رَأَى ذلكَ قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ مَن قَامَ، وقَعَدَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيَدْخُلَ فَإِذَا القَوْمُ جُلُوسٌ، ثُمَّ إنَّهُمْ قَامُوا، فَانْطَلَقْتُ فَجِئْتُ فأخْبَرْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا، فَجَاءَ حتَّى دَخَلَ فَذَهَبْتُ أدْخُلُ، فألْقَى الحِجَابَ بَيْنِي وبيْنَهُ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبيِّ}،[٧] الآيَةَ).[٨]


مناقبها

  • تغيير النبي -صلى الله عليه وسلم- لاسمها، حيث كان اسمها بَرَّة، فسماها زينب، كما جاء في الحديث عن زينب بنت أبي سلمة: (كانَ اسْمِي بَرَّةَ، فَسَمَّانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَيْنَبَ. قالَتْ: وَدَخَلَتْ عليه زَيْنَبُ بنْتُ جَحْشٍ، وَاسْمُهَا بَرَّةُ فَسَمَّاهَا زَيْنَبَ).[٩]
  • هي أول نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- لحاقاً به بعد موته، جاء في الحديث: (أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. قالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا. قالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ، لأنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بيَدِهَا وَتَصَدَّقُ).[١٠]
  • تفضيلها بوليمة أكبر من غيرها من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم-، جاء في الحديث: (ما أَوْلَمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى امْرَأَةٍ مِن نِسَائِهِ أَكْثَرَ، أَوْ أَفْضَلَ، ممَّا أَوْلَمَ علَى زَيْنَبَ).[١١]
  • منافستها لعائشة في المنزلة والتفضيل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثناء عائشة عليها، كما جاء في الحديث: (قالَتْ عَائِشَةُ، فأرْسَلَ أَزْوَاجُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَيْنَبَ بنْتَ جَحْشٍ، زَوْجَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَهي الَّتي كَانَتْ تُسَامِينِي منهنَّ في المَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَلَمْ أَرَ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا في الدِّينِ مِن زَيْنَبَ. وَأَتْقَى لِلَّهِ وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ ابْتِذَالًا لِنَفْسِهَا في العَمَلِ الذي تَصَدَّقُ به، وَتَقَرَّبُ به إلى اللهِ تَعَالَى).[١٢]


لقبها

عُرِفت -رضي الله عنها- بلقب أم المساكين، فقد عرفت بإنفاقها وكرمها وجودها على الفقراء والمساكين، وقد روت عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. قالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا. قالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلَنَا يَدًا زَيْنَبُ، لأنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بيَدِهَا وَتَصَدَّقُ).[١٣][١٤]


المراجع

  1. "زينب بنت جحش رضي الله عنها"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.
  2. الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 201. بتصرّف.
  3. سورة الأحزاب، آية:37
  4. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3252، حديث صحيح.
  5. ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 126. بتصرّف.
  6. سورة الأحزاب، آية:53
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4791، حديث صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح، عن زينب بنت أبي سلمة، الصفحة أو الرقم:2142، حديث صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2452، حديث صحيح.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1428، حديث صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2442 ، حديث صحيح.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2452، حديث صحيح.
  13. الشيخ د. عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي (9/4/2019)، "أم المساكين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.