التعريف بأم حبيبة رضي الله عنه
هي رملة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية، وتُكنّى بأمّ حبيبة، وقد اشتُهرت بهذا اللّقب أكثر من اسمها، وشرّفها الله -تعالى- بأن جعلها زوجةً للنبي الكريم وأمَّاً للمؤمنين، وقد وُلِدت -رضي الله عنها- قبل البعثة بسبعِ عشرة سنة، وكان زوجها في بداية الأمر عبيد الله بن جحش، ومنه أنجبت حبيبة وكانت تُكنّى بها.[١]
وأمّ حبيبة -رضي الله عنها- هي أخت معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، وقد اشتهرت بالفصاحة والذكاء ورجاحة الرأي،[٢] وهي ابنة عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس في زوجاته أقرب نسباً منها، وقد تُوفّيت -رضي الله عنها- سنة أربعٍ وأربعين للهجرة.[٣]
زواج النبي من أم حبيبة
أسلمت أم حبيبة -رضي الله عنها- مع زوجها عبيد الله بن جحش، وهاجرا معاً من مكة إلى الحبشة، فولدت له حبيبة، ثمّ بعد مدَّةٍ ارتدّ عبيد الله وتنصّر وترك الإسلام، ومات في الحبشة على ذلك، ولمّا انتهت عدّتها أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- مَن يستأذنها لخطبتها.[٤]
وفي هذا الموقف كان للنجاشيّ دورٌ حسنٌ في زواجها من النبي الكريم، إذ شهد زواجهما، وأهدى لأمّ حبيبة صداقاً عن النبيّ مقداره أربعمئة دينار ذهباً، وأمر بتجهيزها حتى تذهب للمدينة، وكان عمرها حينئذ بضعاً وثلاثين سنة،[٤] وقد قال عنها الذهبي -رحمه الله-: "وَهِيَ مِنْ بَنَاتِ عَمِّ الرَّسُوْلِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لَيْسَ فِي أَزْوَاجِهِ مَنْ هِيَ أَقْرَبُ نَسَباً إِلَيْهِ مِنْهَا، وَلاَ فِي نِسَائِهِ مَنْ هِيَ أَكْثَرُ صَدَاقاً مِنْهَا، وَلاَ مَنْ تَزَوَّجَ بِهَا وَهِيَ نَائِيَةُ الدَّارِ أَبْعَدُ مِنْهَا".[٥]
فضائل أم حبيبة رضي الله عنها ومناقبها
تميّزت الصحابية الكريمة أمّ حبيبة -رضي الله عنها- بالعديد من الفضائل والمناقب، ومن أبرزها ما يأتي:[٦]
- هجرتها وثباتها
شرف الله -تعالى- السيدة أم حبيبة -رضي الله عنها- بالهجرة إلى الحبشة حفاظاً على دينها، وقد كانت من الثابتات على إسلامها رغم أنّ زوجها قد ارتدّ وترك الإسلام.
- إكرامها لفراش النبي
من المواقف التي اشتهرت عن أمّ حبيبة -رضي الله عنها- إكرامها لفراش النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذلك عندما دخل عليها أبوها ليعقد الهدنة بين النبي وبين قريش، فأراد أن يجلس على فراش النبي الكريم لكنّ أم حبيبة منعته من الجلوس عليه لأنّه كان على الشّرك.
- طلبها المسامحة من زوجات النبي
ذُكِر في مناقب أم حبيبة عند وفاتها أنها دعت عائشة -رضي الله عنهما- فقالت لها: (قدْ كانَ بيْنَنا ما يكونُ بيْنَ الضَّرائرِ، فغَفَرَ اللهُ ذلِكَ كُلَّهُ وتَجاوَزَ، وحَلَّلْتُكِ مِن ذلكَ كُلِّهِ. فقالتْ عائشةُ: سرَرْتَني سَرَّكِ اللهُ، وأرْسلَتْ إلى أُمِّ سَلَمةَ، فقالتْ لها مِثلَ ذلك).[٧]
- روايتها للحديث
روت أم المؤمنين حبيبة -رضي الله عنها- العديد من الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويبلغ عددها نحو خمسة وستّين حديثاً، منهم عشرون حديثاً في الكتب التسعة، واتّفق البخاري ومسلم على حديثين لها.[٨]
المراجع
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 140، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ السيد الجميلى، نساء النبي، صفحة 121. بتصرّف.
- ↑ على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، صفحة 194. بتصرّف.
- ^ أ ب حسن الزهيري، شرح صحيح مسلم، صفحة 14، جزء 93. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 219، جزء 2.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية، صفحة 448-449، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن عوف بن الحارث، الصفحة أو الرقم:6951، سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما.
- ↑ على عبد الباسط مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، صفحة 195. بتصرّف.