التعريف بأم حرام بنت ملحان

الصحابية الكريمة أم حرام هي أمّ حرام بنت ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية، وهي من بني النجّار، وقد اشتهرت بكنيتها أم حرام أكثر من اسمها، وقيل إن اسمها: أنيقة، وتُلقّب بالرميصاء، وكذلك الغميصاء، وأمها هي مليكة بنت مالك بن عدي من بني النجّار، أمّا أخوها فهو حرام بن ملحان.[١]


وقد تزوّجها عمرو بن قيس، وولدت له عبد الله الذي عُرِف بابن أمّ حرام، وبعد وفاة زوجها عمرو تقدّم لها عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- وتزوّجها، ويجدر بالذّكر أنّ الصحابية الكريمة أمّ حرام هي خالة أنس بن مالك -رضي الله عنه-، وقد تُوفّيت في السنة السابعة والعشرين للهجرة.[١]


إسلام أم حرام بنت ملحان

عندما جاء موسم الحجّ في مكّة أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو القبائل القادمة من الجزيرة العربية، وكان من بين مَن تلقّى الدعوة على يد النبي الكريم من بني أخواله بني النجار حرام بن ملحان، وهو أخو الصحابية الكريمة أم حرام، وعبادة بن الصامت زوجها -رضي الله عنهم جميعاً-، فشرح الله صدورهم لمّا سمعوا آيات الله وآمنوا، ولمّا رجعوا نشروا هذه الدعوة ولاقت الآيات الكريمة قبولاً كبيراً في صدر أم حرام وأختها أم سليم بنت ملحان، فكانتا من أوائل مَن أسلم في المدينة.[٢]


مناقب أم حرام بنت ملحان وفضائلها

تميّزت الصحابية الكريمة أم حرام بنت ملحان -رضي الله عنها- بالعديد من المناقب والفضائل، فقد كانت صاحبة علمٍ وفقه، وكانت امرأةً ذكيَّةً وصحابة رأيٍ راجح، وروى عنها بعض الصحابة الكِرام كأنس بن مالك -رضي الله عنه-، ومن أبرز مناقبها حبّها للجهاد وشجاعتها، فقد ساهمت في غزوة أحد والخندق وحنين والطائف والفتح مع زوجها عبادة -رضي الله عنهما-.[٢]


ومن أبرز مواقفها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- طلبها أن يدعو لها أن تكون من الغازين في البحر، ففي الحديث: (نَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وهو يَضْحَكُ، قَالَتْ: فَقُلتُ: وما يُضْحِكُكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَاسٌ مِن أُمَّتي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً في سَبيلِ اللَّهِ، يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هذا البَحْرِ مُلُوكًا علَى الأسِرَّةِ)،[٣] فطلبت أم حرام من النبي الكريم أن يدعو لها أن تكون منهم، فدعا لها.[٤]


ويُكمل أنس -رضي الله عنه- الحديث فيقول: (... ثُمَّ وضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وهو يَضْحَكُ، فَقُلتُ: وما يُضْحِكُكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَاسٌ مِن أُمَّتي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً في سَبيلِ اللَّهِ -كما قَالَ في الأوَّلِ-، قَالَتْ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ ادْعُ اللهَ أنْ يَجْعَلَنِي منهمْ، قَالَ: أنْتِ مِنَ الأوَّلِينَ).[٣]


وفاة أم حرام بنت ملحان

تحقّقت دعوة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فكانت أم حرام -رضي الله عنها- ممّن غزا مع المسلمين في البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- في السنة السابعة والعشرين للهجرة، وعندما خرجت من البحر أرادت أن تركب الدّابة، فوقعت عنها واندقّت عنقها وماتت إثر ذلك في قبرص،[٥] وقد قال هشام بن الغاز: "قَبْرُ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ بِقُبْرُصَ وَهُمْ يَقُولُونَ: هَذَا قَبْرُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ".[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "أم حرام بنت ملحان"، المكتبة الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أم حرام بنت ملحان"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2788، صحيح.
  4. ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 340، جزء 1. بتصرّف.
  5. الطيب بامخرمة، قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر، صفحة 288، جزء 1. بتصرّف.
  6. أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 62، جزء 2.