أم سُليم بنت ملحان

هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية الخزرجية، وقد اختلف في اسمها فقيل سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقيل مليكة، وكان لقبها الرميصاء، أو الغميصاء، وقد كانت هي وأختها أم حرام بنت ملحان خالتين لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة.[١][٢]


إسلامها

أسلمت -رضي الله عنها- في المدينة المنورة، وكانت من السابقين في الدخول في الإسلام، حيث قامت بدعوة زوجها مالك بن النضر بدخول إلى الإسلام، وقد كان مشركاً، إلا أنه رفض وغضب وتركها، فكان مما جاء في كتب السير: "جاء أبو أنس - مالك ابن النضر وكان غائباً، فقال: أصبوت؟ فقالت: ما صبوت، ولكني آمنت".[٣]


زوجها وأولادها

كانت -رضي الله عنها- قد تزوجت في الجاهلية من مالك بن النضر، وقد مات عنها وهو كافر، وأنجبت منه الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- وبعد دخولها في الإسلام تزوجها الصحابي الجليل أبو طلحة الأنصاري، وقد كان مهرها منه دخوله في الإسلام، فهي سبب في دخوله في الإسلام، وأنجبت منه أبا عمير وعبد الله -رضي الله عنهم جميعاً-.[٤]


صفات وشخصية أم سليم

دلّت كثير من مواقف أم سليم -رضي الله عنها- على أهم صفاتها وشخصيتها، فقد كانت امرأة حكيمة رشيدة، صاحبة عقل وعلم، كما أنها كانت شجاعة قوية، صابرة، محبّة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وآتياً أبرز ما اتصفت به:


شجاعتها وإقدامها

شاركت -رضي الله عنها- مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في عدة غزوات، ومن ذلك أنها شاركت في غزوة حنين، وكانت حاملاً بابنها عبد الله، وقد اتخذت خنجراً؛ وكانت أيضاً تقوم بسقاية العطشى ومداواة الجرحى.[٥]


صبرها واحتسابها

صبرت -رضي الله عنها- عندما توفي ابنها أبو عمير وهو صغير، واحتسبت الأجر عند الله.[١]


حكمتها وعقلانيتها

عندما توفي ابنها أبو عمير لم تخبر زوجها أبا طلحة بوفاته مباشرة، وعندما سألها عنه أخبرته أنه نائم، ثم بعد أن جهزت الطعام، وأعدت المائدة وتزينت له وتطيبّت، ووقع منها ما يقع الرجل من أهله، أخبرته بتروي ومهّدت لها بالحديث عن وفاة ابنيهما،[٦] وعندما سمع النبي -عليه الصلاة والسلام- خبرهما قال: (بَارَكَ اللَّهُ لَكُما في غَابِرِ لَيْلَتِكُما قالَ: فَحَمَلَتْ)،[٧][١] وهذا مما يدلل على حكمتها البالغة.


محبّتها للنبي -عليه الصلاة والسلام-

كانت -رضي الله عنها- تحبّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حباً شديداً، فقد أرسلت ابنها أنس بن مالك وهو صغير ليقوم على خدمته -عليه الصلاة والسلام-، وقد جعلت من عرق النبي -عليه الصلاة والسلام- طيباً، حيث كان نائماً عندها ذات ليلة، وصبّ العرق من جبينه، فأخذت قارورة ووضعت عرقه بها.[٨][٩]


بشارة أم سليم بدخول الجنة

بشّر النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سليم بدخولها الجنة صراحة، وأخبرها أنها من أهل الجنة، فجاء في الحديث: (دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلتُ: مَن هذا؟ قالوا: هذِه الغُمَيْصَاءُ بنْتُ مِلْحَانَ أُمُّ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ).[١٠][١]


وفاة أم سليم

توفيت -رضي الله عنها- في عمر الأربعين، في عهد معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، ودفنت في مقبرة البقيع في المدينة المنورة.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "أم سليم بنت ملحان"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2022. بتصرّف.
  2. موقع وزارة الأوقاف المصرية، موسوعة الأعلام، صفحة 291. بتصرّف.
  3. "من هي الرميصاء؟ [1"]، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2022. بتصرّف.
  4. ابن الأثير، جامع الأصول، صفحة 489. بتصرّف.
  5. سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 240.
  6. عمر سليمان الأشقر، التقوى تعريفها وفضلها ومحذوراتها وقصص من أحوالها، صفحة 130. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2144، صحيح.
  8. عبد الرحمن رأفت الباشا، صور من حياة الصحابيات، صفحة 103. بتصرّف.
  9. عصام بن محمد الشريف (1/9/218)، "من هي الرميصاء؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2022. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2456، صحيح.