يوم اليمامة

هو اليوم الذي حدثت فيه معركة اليمامة، وهي معركة فاصلة بين أهل الإيمان وأهل الكفر والارتداد، قادها خليفة رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- الصحابي الجليل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ضمن حروب الردة، ضد مسيلمة الكذاب وبني حنيفة، وكانت هذه المعركة بقيادة الصحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وقد كانت معركةً شديدةً وقاسيةً على المسلمين، فقد كانت القوة والغلبة في بدايتها للمرتدين، وكان عددهم مائة ألف، وعدد جيش المسلمين اثنا عشر ألفًا، وقد شارف المسلمون على الهزيمة، حتى قام ذلك البطل يرفع الهمم ويحثُّ المسلمين على القتال بكل قوة وعزم، فقال لهم: "أيها الناس عضوا على أضراسكم واضربوا في عدوكم وامضوا قدمًا، والله لا أتكلم حتى ألقى الله فأكلمه بحجتي"، وأخذ ينظر كالصقر باحثًا عن قائد المرتدين من بني حنيفة حتى وجده فقتله، فانهزم المرتدون وانتصر المسلمون.[١]


الصحابي الذي لقب بصقر يوم اليمامة

ما هبّت الصبا إلا وجدت منها ريح زيد، هكذا كان يستذكر الأخ ذكرى أخيه بكل حب وشوق، إنَّها كلمات سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في الحنين إلى أخيه الأكبر ذلك البطل المقدام الذي دكَّ الحصون وأرعب الجيوش ورفع راية الإسلام خفاقةً عاليةً وأبلى في سبيل الله بلاءً حسنًا، إنَّه صقر اليمامة الصحابي الجليل زيد بن الخطاب -رضي الله عنه- وصاحب هذا اللقب، وهو الأخ الأكبر للصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ذلك الأخ الحبيب الذي سبقه في الإسلام وسبقه في الشهادة.[٢]


تعريف بالصحابي زيد بن الخطاب

هو الصحابي الجليل زيد بن الخطاب بن نفيل بن عمرو القرشي العدوي، وهو أخو الفاروق عمر بن الخطاب لأبيه،[٣] وهو من المهاجرين الأوَّلين، فقد أسلم قبل عمر-رضي الله عنهما- وكان سيدنا عمر يحب أخاه زيداً حباً جماً.[٢]


مواقف له في حياة الرسول

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد آخى بين زيد وبين معين بن عدي، وقد قتلا معاً يوم اليمامة شهيدين،[٤] وقد شهد سيدنا زيد بن الخطاب -رضي الله عنه- غزوة بدر وما بعدها من الغزوات، وقد كان طالباً للشهادة في سبيل الله وساعيًا إليها على الدوام، وقد أراد سيدنا عمر أن يعطي درعه لأخيه زيد في معركة أُحد، فقال له: "خذ درعي هذه يا أخي"، فقال له سيدنا زيد: "إني أريد من الشهادة مثل الذي تريد" فلم يلبسا الدرع كليهما -رضي الله عنهما وأرضاهما-.[٣]


موقفه في معركة اليمامة

رزق الله -تعالى- سيدنا زيداً الشهادة في سبيله، وذلك في معركة اليمامة، التي رفض أن يكون أميراً لجيشها، عندما عرض عليه سيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- الإمارة، وما كان رفضه إلا من أجل الشهادة، فالأمير يجب أن يبقى على قيد الحياة وهو لا يريد ذلك، بل يريد الموت في سبيل الله، فقاد ميمنة المسلمين ورفع راية القتال بيديه في المعركة، وعندما رأى منهم الضعف والتقهقر، ما كان منه إلا أن انتفض وصاح فيهم محرّضاً على القتال ورافعاً للهمم ومقاتلاً أشد القتال، وقد عاهد الله أن لا يتكلم حتى ينال الشهادة.[٢]


سبب تسميته بصقر يوم اليمامة

أخذ سيدنا زيد بن الخطاب يقاتل قتالاً شديداً، صامتاً لا يتكلم، ينظر إلى الأعداء كما ينظر الصقر إلى فريسته، باحثاً عن رؤوس قادتهم لينال منهم، فكان هذا سبباً في تسميته بصقر يوم اليمامة، وقد فتح الله على يديه للمسلمين فتحاً عظيماً بعدما قتل الرجّال بن عنفوة، الذي كان يرفع راية المرتدين فخارت قواهم وتراجعوا حتى تمّت هزيمتهم، وكان النصر حليف المسلمين، وظل زيد بن الخطاب -رضي الله عنه- يقاتل بصمت حتى ارتقى شهيداً من شهداء هذه المعركة، فقال عمر -رضي الله عنه-: "رحم الله أخي، سبقني إلى الحسنيين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي".[٣]


المراجع

  1. قصة الإسلام (6/5/2015)، "معركة اليمامة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت جهاد الترباني (18/10/2019)، "مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ - (32) "صقر اليمامة" (زيد بن الخطاب)"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت قصة الإسلام (29/7/2008)، "زيد بن الخطاب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 18/4/2021. بتصرّف.
  4. د.خالد سعد النجار (2020/12/03)، "زيد بن الخطاب رضي الله عنه"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.