فاطمة بنت أسد
هي الصحابية الجليلة الفاضلة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، تلتقي مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في نسبها مع هاشم، وأمها هي فاطمة بنت هرم ابن رواحة من قريش، نشأت -رضي الله عنها في زمن الجاهلية في مكة المكرمة، وتزوجت من عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبي طالب بن عبد المطلب بن عبد مناف.[١]
وأنجبت له أربعة ذكور؛ طالب، وعقيل، وعلي، وجعفر، وثلاث إناث؛ جمانة وريطة وأم هانئ واسمها فاختة، وكلهم أسلموا إلا طالباً، فقد اختلف في إسلامه، فهي -رضي الله عنه- أول هاشمية ولدت لهاشميّ، وأول هاشمية ولدت خليفة؛ فهي أم الخليفة الرابع علي بن أبي طالب، وأم الشهيد جعفر الطيار أحد الأمراء الثلاثة في معركة مؤتة، وجدة سيدا شباب الجنة الحسن والحسين، وحماة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت الرسول -رضي الله عنهم أجمعين.[٢][١]
إسلامها وصبرها وهجرتها
سارعت -رضي الله عنها- في الدخول في الإسلام عندما أنذر النبي -صلى الله عليه وسلم- عشيرته ودعا أهله وأقاربه إلى الإسلام، فكانت ممن أسلم وحسن إسلامها، فكانت امرأة صالحة ذات خلق ودين وصاحبة صلاح وتقوى، وكان -عليه الصلاة والسلام- يزورها في بيتها، وقد كانت من أوائل الذين هاجروا إلى المدينة المنورة مع أولادها، ونالت شرف الهجرة[٣][٤]
وقد وقفت قريش في وجه النبي -عليه الصلاة والسلام- وهاجمت الإسلام والمسلمين، وقامت بمقاطعة بني هاشم وبني عبد المطلب، وحصارهم في الشعب مع أطفالهم ونسائهم، وكان عمه أبو طالب وزوجته فاطمة قد وقفوا بجانب النبي وحوصروا معهم، فصبرت -رضي الله عنها- وتحملت لنيل رضا الله، حتى أنها كانت تأكل من ورق الشجر مع المحاصرين من المسلمين.[٤]
وعندما أذن النبي -عليه الصلاة والسلام- للمسلمين بالهجرة إلى الحبشة ودّعت ابنها جعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عميس، وقد كان أمير المهاجرين، وتفطّر قلبها حزناً عليه، وكل ذلك من أجل رضا الله ورضا رسوله.[٤]
رعايتها للنبي -عليه الصلاة والسلام- واهتمامها به
عندما كفل أبو طالب النبي -عليه الصلاة والسلام- شملته -رضي الله عنها- في رعايتها واهتمامها مع أولادها، فكانت ترعاه وتعتني بها، وتقوم على خدمته، وتحسن إليه وتعامله كما تعامل أولادها، وكان -عليه الصلاة والسلام- يأكل ويشرب معهم، وينام معهم، ويجلس مجلسهم، وكانت ترى حلول البركة عندما يكون النبي -عليه الصلاة والسلام- معهم، وقد أحبته حباً شديداً، وبقيت ترعاه وتعتني به في طفولته وشبابه حتى تزوج من خديجة -رضي الله عنها-، فكانت -رضي الله عنها- أماً حنوناً للنبي -عليه الصلاة والسلام- تخصّه بالاحترام والتقدير.[٤]
وفاة فاطمة بنت أسد
كانت لفاطمة بنت أسد مكانة عظيمة في نفس النبي -عليه الصلاة والسلام-، فلما توفيت -رضي الله عنها- تأثر وحزن -عليه الصلاة والسلام-، فلم ينس معروفها وإكرامها له، فأثنى عليها ودعا لها، وقيل أنه لما توفيت خلع قميصه -عليه الصلاة والسلام- وألبسه إياها وكفنها به، وقيل أيضاً أنه دخل قبرها واضطجع معها، وكان وفاتها في السنة الخامسة من الهجرة.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 40-41. بتصرّف.
- ^ أ ب "فاطمة بنت أسد .. أول هاشمية ولدت خليفة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2022. بتصرّف.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 414. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث أحمد جمعة، نساء مبشرات بالجنة، صفحة 40-41. بتصرّف.