حذيفة بن اليمان
هو الصحابي الجليل أبو عبد الله حُذيفة بن اليمان، واليمان هو لقب أبيه، واسمُه حِسْل ويقال حُسَيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان العبسي، وقيل بأن اليمان هو لقب جده الرابع جروة بن الحارث، وقد لُقب بهذا اللقب لأنَّه حالف بني عبد الأشهل من أنصار المدينة بعد هروبه إليها لقتله شخصاً من قومه، فسموه اليمان لأنَّه حالف اليمانية وهم الأنصار، وقد لُقبوا بذلك لأنهم من اليمن، كان حذيفة من كبار الصحابة وشهد غزوة أحد مع أبيه، وقُتل أبوهُ خطأً فيها، ولم يشهد حذيفة غزوة بدر لأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره بالوفاء بميثاقه مع المشركين ألا يقاتلهم في ذلك الوقت، وكان حذيفة صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث أطلعه على أسماء المنافقين ولم يخبر أحداً سواه، وروى حذيفة -رضي الله عنه- كثيراً من الأحاديث النبوية وخصوصاً في الفتن.[١]
كم عدد أحاديث حذيفة بن اليمان؟
لقد بلغ عدد الأحاديث التي رواها حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- حوالي مائة وأربعين حديثاً حسب ما ورد في كتاب المسند الجامع، حيث ضمَّ هذا الكتاب جميع ما روي في كتب الحديث الستة: (البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وأبي داود) بالإضافة إلى المؤلفات الأخرى لأصحابها، وصحيح ابن خزيمة، وموطأ الإمام مالك، وسنن الدرامي، ومسند الإمام أحمد بن حنبل، ومسند الحميدي، ومسند عبد بن حميد،[٢] كما روى الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده حوالي أربعين حديثاً لحذيفة بن اليمان،[٣] لكنَّها قد تكون مكررة عما جاء في المسند الجامع، وذكر الإمام الذهبي أنَّ لحذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- اثنا عشر حديثاً متفقاً عليها في البخاري ومسلم، وله في البخاري متفرداً ثمانية أحاديث، كما له في مسلم متفرداً سبعة عشر حديثاً، وكل الأعداد المذكورة هي باعتبار المكرر من المتون، لأنَّ كل طريق مختلف في السند يعتبر حديثاً منفرداً عند العلماء.[٤]
من أحاديث حذيفة بن اليمان
اشتهر حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- في رواية أحاديث الفتن وأشراط الساعة، وفيما يأتي بعض ما صح من مروياته:[٥]
- (تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ).[٦]
- (لأنا لفتنةِ بعضِكم أخوفُ عندي من فتنةِ الدَّجَّالِ ولن ينجوَ أحدٌ ممَّا قبلَها إلَّا نجا منها وما صنعت فتنةٌ منذُ كانتِ الدُّنيا صغيرةً ولا كبيرةً إلَّا لفتنةِ الدَّجَّالِ).[٧]
- (إنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ، وإنَّ معهُ ماءً ونارًا، فأمَّا الذي يَراهُ النَّاسُ ماءً، فَنارٌ تُحْرِقُ، وأَمَّا الذي يَراهُ النَّاسُ نارًا، فَماءٌ بارِدٌ عَذْبٌ، فمَن أدْرَكَ ذلكَ مِنكُمْ، فَلْيَقَعْ في الذي يَراهُ نارًا، فإنَّه ماءٌ عَذْبٌ طَيِّبٌ).[٨]
- (حَدَّثَنا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَدِيثَيْنِ، رَأَيْتُ أحَدَهُما، وأنا أنْتَظِرُ الآخَرَ؛ حَدَّثَنا: أنَّ الأمانَةَ نَزَلَتْ في جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ. وحَدَّثَنا عن رَفْعِها قالَ: يَنامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ، فَتُقْبَضُ الأمانَةُ مِن قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أثَرُها مِثْلَ أثَرِ الوَكْتِ، ثُمَّ يَنامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ، فَيَبْقَى أثَرُها مِثْلَ المَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ علَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَراهُ مُنْتَبِرًا وليسَ فيه شَيءٌ، فيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبايَعُونَ، فلا يَكادُ أحَدٌ يُؤَدِّي الأمانَةَ، فيُقالُ: إنَّ في بَنِي فُلانٍ رَجُلًا أمِينًا، ويُقالُ لِلرَّجُلِ: ما أعْقَلَهُ! وما أظْرَفَهُ! وما أجْلَدَهُ! وما في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمانٍ. ولقَدْ أتَى عَلَيَّ زَمانٌ وما أُبالِي أيَّكُمْ بايَعْتُ؛ لَئِنْ كانَ مُسْلِمًا رَدَّهُ عَلَيَّ الإسْلامُ، وإنْ كانَ نَصْرانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ ساعِيهِ، فأمَّا اليَومَ فَما كُنْتُ أُبايِعُ إلَّا فُلانًا وفُلانًا).[٩]
المراجع
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 706. بتصرّف.
- ↑ محمود خليل، المسند الجامع، صفحة 76. بتصرّف.
- ↑ أبو داود الطيالسي، مسند أبي داود الطيالسي، صفحة 324. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 27. بتصرّف.
- ↑ محمود خليل، المسند الجامع، صفحة 148. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:144، حديث صحيح.
- ↑ رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:317 ، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:2934، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:6497، حديث صحيح.