لماذا دفن الرسول في حجرة عائشة؟

اختلف الصحابة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في تحديد الموضع المناسب الذي ينبغي أن يُدفن فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- فرأى بعضهم أن يُدفن في المسجد عند المنبر، ورأى آخرون أن يُدفن في مقبرة البقيع، وكانوا في حيرة من أمرهم حتى استشاروا أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- فأخبرهم أنَّه سمع حديثاً من النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر فيه بأنَّ الأنبياء يُدفنون في مكان وفاتهم، فقاموا بحفر القبر في حجرة عائشة في موضع فراش النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي مات عليه، ودفنوه فيه، بعد أن غسلوه وكفنوه وصلوا عليه.[١]


دفن الرسول

دُفن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المكان الذي توفي فيه، وهو حجرة السيدة عائشة -رضي الله عنها- وقد تحدثت السيدة عائشة عمّا فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- وعما قاله قبيل وفاته، وقد كانت تسند رأس النبي -صلى الله عليه وسلم- بجسدها، فقالت: (إنَّ مِن نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُوُفِّيَ في بَيْتِي، وفي يَومِي، وبيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، وأنَّ اللَّهَ جَمَع بيْنَ رِيقِي ورِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ؛ دَخَلَ عَلَيَّ عبدُ الرَّحْمَنِ وبِيَدِهِ السِّوَاكُ، وأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إلَيْهِ، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلتُ: آخُذُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَتَنَاوَلْتُهُ، فَاشْتَدَّ عليه، وقُلتُ: أُلَيِّنُهُ لَكَ؟ فأشَارَ برَأْسِهِ: أنْ نَعَمْ، فَلَيَّنْتُهُ، فأمَرَّهُ، وبيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ -أوْ عُلْبَةٌ؛ يَشُكُّ عُمَرُ- فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ في المَاءِ فَيَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، إنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فَجَعَلَ يقولُ: في الرَّفِيقِ الأعْلَى، حتَّى قُبِضَ ومَالَتْ يَدُهُ).[٢][٣]


وفاة الرسول

توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة في وقت الضحى من يوم الإثنين، في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة، وكان ذلك اليوم أشدَّ يوم حزين في تاريخ المسلمين، قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (ما رأيتُ يومًا قطُّ كانَ أحسَنَ، ولا أَضوأَ مِن يومٍ دخلَ علينا مِنهُ، وشَهِدْتُهُ يومَ ماتَ، فَما رأيتُ كانَ أقبحَ، ولا أظلَمَ مِن يومٍ ماتَ فيهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ)،[٤] وقد مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- مرضاً شديداً قبل وفاته، فلم يستطع الصلاة بالمسلمين، فأمر أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يصلي بهم، وفي يوم وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبينما كان المسلمون يصلون الفجر خلف أبي بكر، رفع النبي -صلى الله عليه وسلم- ستار حجرته ونظر إليهم، فتبسم ضاحكاً لمَّا رآهم، ثمَّ أشار إليهم بأن يكملوا صلاتهم وعاد إلى حجرته، وكانت آخر كلمة قالها قبل وفاته: (اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأعْلَى).[٥][٦]


المراجع

  1. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 652. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:4449، حديث صحيح.
  3. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 618. بتصرّف.
  4. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:133 ، حديث صحيح على شرط مسلم.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4463 ، حديث صحيح.
  6. رقم الفتوى: 19239 (18/7/2002)، "وفاة النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/7/2021. بتصرّف.