بماذا اشتهرت حفصة رضي الله عنها؟

تميّزت أم المؤمنين حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- بعدة صفات حميدة وخصال حسنة برزت في شخصيتها وخُلقها، وآتياً ذكر أبرز ما اشتهرت وتميزت به:


كثرة الصيام والقيام

اشتهرت -رضي الله عنها- بكثرة صيامها وقيامها، وبالرغم من ذلك كانت تلوم نفسها دائماً بالتقصير، فقد كانت شديدة التقوى والورع، كثيرة العبادة، حريصة على الاجتهاد في تحصيل العبادات وأدائها، ومن ذلك حرصها على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.[١][٢]


كثرة رواية الحديث

كانت -رضي الله عنها- راوية لحديث رسول الله -صلى الله عليها وسلم-؛ سريعة في حفظ الحديث وضبطها، أمينة في نقله، كما روت عن أبيها عمر بن الخطاب -رضي الله عنها-، وروى عنها عدد من الصحابة والتابعين، ومنهم أخوها عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، وابنه حمزة، وزوجته صفية بنت أبي عبيد، وحفصة أحاديث في أكثر من باب؛ كالطهارة والآداب، والصلاة والصيام، والحج ومناسكه، وقد اتفق الشيخان البخاري ومسلم على ثلاثة أحاديث لها، وانفرد مسلم بستة أحاديث.[٣]


كثرة الإنفاق والتصدق

كانت -رضي الله عنها- تنفق إنفاقاً بلا حساب، فكل ما يأتيها من الأموال تتصدق به على الفقراء والمساكين، وتنفقه على المحتاجين، وهذا مما يدلل على إيمانها وتقواها.[٣]


علمها وإجادتها للقراءة والكتابة

بلغت -رضي الله عنها- منزلة عالية في العلم والمعرفة، حيث كانت من أصحاب الرأي والمشورة، فكان الصحابة يأتون إليها يسألونها عن أمور الدين، ويرجعون إليها في كثير من المسائل،[٣] كما وقد فاقت أقرانها في تمكنّها من الكتابة والقراءة، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- مهتماً في تعلمها ونفعها، حتى قال للشفاء -رضي الله عنها- ذات مرة: (ألا تُعلِّمينَ هذِهِ رُقيةَ النَّملةِ كَما علَّمتيها الكِتابةَ)،[٤][٥]


فصاحتها وبلاغتها

كانت -رضي الله عنها- من النساء الفصيحات البليغات في عصر صدر الإسلام، فقد اشتهرت بفصاحتها وبلاغتها وبيانها،[٣] ومما يدل على ذلك أنه عند وفاة أبيها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تحدّثت حديثاً فصيحاً بليغاً وقتها، فقالت: "يا أبتاه ما يحزنك وفادتك على ربٍ رحيم، ولا تبعة لأحد عندك، ومعي لك بشارة لا أذيع السر مرتين، ونعم الشفيع لك العدل، لم تخف على الله -عز وجل- خشنة عيشتك وعفاف نهمتك، وأخذك بأكظام المشركين والمفسدين في الأرض".[٦]


رجاحة عقلها وسداد رأيها

كانت -رضي الله عنها- راجحة العقل سديدة الرأي؛ ومن ذلك أنها أشارت على أخيها عبد الله ألا يتخلف عن الصلح بين علي بين أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما، فقالت له في كلماتها البليغة: "إنه لا يجمل بك أن تتخلف عن صلح يصلح الله به أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، أنت صهر رسول الله وابن عمر بن الخطاب".[٣]


المراجع

  1. خالد الحمودي، أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، صفحة 10. بتصرّف.
  2. محمد إسماعيل المقدم، دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم، صفحة 10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج أمينة عمر الخراط، أم المؤمنين حفصة بنت عمر الصوامة القوامة، صفحة 71-107. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن الشفاء بنت عبد الله، الصفحة أو الرقم:3887، صحيح.
  5. "حفصة زوجة الرسول"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/12/2022. بتصرّف.
  6. ابن طيفور، بلاغات النساء، صفحة 30. بتصرّف.