حفصة زوجة الرسول
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب بن فضيل العدويّة القرشيّة، ولدت -رضي الله عنها- في مكّة المكرّمة، في السنة الثامنة عشرة قبل الهجرة،[١] وقد كان ذلك قبل بعثة النبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بخمس سنين؛ في الوقت الذي كانت فيه قريش تبني الكعبة المشرّفة،[٢] وقد كان لحفصة -رضي الله عنها- من الإخوان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، وعبد الرحمن الأكبر -رضي الله عنه- وكانت أمّهم هي زينب بنت مظعون،[٣] وقد نشأت حفصة -رضي الله عنها- في بيت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وتعلّمت الكتابة والقراءة في سنٍّ صغيرة، وقد تميّزت في ذلك على غيرها من أقرانها،[٤] وقد كان زواجها الأوّل من خنيس بن حذافة السهميّ -رضي الله عنه-، وقد شهد خنيس معركة بدر، وتوفّي في المدينة.[٣]
كيف تزوّج الرسول من حفصة؟
تزوّج النبي محمّد -صلى الله عليه وسلّم- من حفصة -رضي الله عنها- بعدما توفّي عنها زوجها الأوّل وترمّلت؛ فعرضها أبوها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ليتزوّجها فلم يعطيه خبراً، ثمّ عرضها على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حين وفاة ابنته رقية فلم يتزوجها وقال له أنَّه لا يريد زواجًا اليوم؛ فذهب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى النبيّ يشكي عثمان للنبيّ؛ فطمأنه النبيّ بأنّه سيتزوّج حفصة من هو خير من عثمان؛ فخطبها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لنفسه وتزوّجها وكان صداقها أربع مائة درهم.[٥][٦]
ما هي مناقب حفصة زوجة الرسول؟
اتّصفت حفصة -رضي الله عنها- بالعديد من المناقب والخصال الحميدة، ومنها ما يأتي:
- كانت من أوائل النساء المهاجرات إلى المدينة المنوّرة.[٧]
- كانت شديدة الورع تقيّةً؛ فكانت -رضي الله عنها- صوّامةً قوّامةً.[٧]
- ورثت حفصة -رضي الله عنها- نسخة القرآن بعد وفاة أبيها عمر -رضي الله عنه-.[٨]
- كانت عالمةً بالكتابة، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يهتمّ بتعليم حفصة، وممّا ورد في ذلك أنَّ النبيّ دخل على حفصة وعندها الشفاء بنت عبد الله فقال لها النبيّ: (ألا تُعلِّمينَ هذِهِ رُقيةَ النَّملةِ كَما علَّمتيها الكِتابةَ).[٩][١٠]
- كانت متميزةً بالفصاحة والبلاغة، فقد كتبت في مرض أبيها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعض الكلمات البليغة؛ التي خفّفت عليه تعبه.[١١]
وفاة حفصة زوجة الرسول
توفّيت حفصة -رضي الله عنها- سنة خمس وأربعين للهجرة، وكان خليفة المسلمين آنذاك معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- وكانت تبلغ من العمر قرابة الستّين سنة، وقد صلّى على جنازتها مروان بن الحكم -رضي الله عنه-، ونزل في قبرها حين دفنها عبد الله وعاصم أبناء عمر بن الخطاب -رضي الله عنهم-، كما ونزل معهم سالم وعبد الله وحمزة أبناء عبد الله بن عمر، وقد دفنت -رضي الله عنها- في البقيع.[٢][١٢]
المراجع
- ↑ السيد الجميلى، نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 69. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 81. بتصرّف.
- ^ أ ب أبي نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، صفحة 3213. بتصرّف.
- ↑ خالد الحمودي، كتاب أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ محمد البري، كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، صفحة 64. بتصرّف.
- ↑ عبد الملك بن هشام، كتاب سيرة ابن هشام، صفحة 645. بتصرّف.
- ^ أ ب محموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية، صفحة 442. بتصرّف.
- ↑ أبي نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 50. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن الشفاء بنت عبد الله، الصفحة أو الرقم:3887، حديث صحيح.
- ↑ عبد المحسن عباد، كتاب شرح سنن أبي داود، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ عمر رضا كحالة، أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، صفحة 275. بتصرّف.
- ↑ أبو الحسن ابن الأثير، أسد الغابة، صفحة 67. بتصرّف.