عبد الله بن عمر

هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل، بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح، بن عدي، بن كعب بن لؤي بن غالب، يُكنّى بأبي عبد الرحمن القرشي العدوي المكيّ، ثمّ المدنيّ،[١] أمه هي زينب بنت مظعون الجمحية رضي الله عنها، وقد اختلف في وقت إسلامه، فمنهم من قال أنّه أسلم مع أبيه وهو صغير، ومنهم من قال أنّه أسلم قبل أبيه، والقول الاول هو الأصح، ولد بعد البعثة النبوية بعامين، كان ممن شهد غزوة الخندق، عُرِف بورعه وزهده وعلمه، حيث كان -رضي الله عنه- ملازماً للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لا يفارقه، توفي في مكة المكرمة وعمره أربع وثمانون سنة، وقيل ست وثمانون سنة، ودفن بالمحصب، وهو آخر من مات من الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- في مكة المكرمة.[٢]


علم عبد الله بن عمر

عُرِف عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- بغزارة علمه، فكان من فقهاء الصحابة المعدودين، وقد امتاز عبد الله -رضي الله عنه- بتشدده في أمر رواية الحديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فكان -رضي الله عنه- يحرص على عدم إضافة أو حذف أي شيء من الرواية التي سمعها، فقد روي عن أبي جعفر -رضي الله عنه- أنّه قال: "لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَحْذَرَ أَنْ لَا يَزِيدَ فِيهِ وَلَا يُنْقِصَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا"، واستمر مفتياً للمسلمين قرابة ستين سنة، وكان شديد الحرص في فتياه للمسلمين، فروي عن ابن عمر رضي الله عنهما، "أَنَّ رَجُلًا سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ، فَقَالَ: «لَا عَلِمَ لِي بِهَا»، فَلَمَّا أَدْبَرَ الرَّجُلُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " نِعْمَ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ، سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ فَقَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهَا".[٣]


عبادة عبد الله بن عمر

يُذكر أنَّ الصحابي عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان شديد الصلاة والعبادة، فذكر نافع -رحمه الله تعالى- أنّ ابن عمر -رضي الله عنه- كان يُحيي الليل كاملاً بالصلاة، ثمّ يقول: "يا نافع، أسحرنا؟ فأقول: لا، فيعاود الصلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا؟ فأقول: نعم، فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح"، وفي رواية البخاري -رحمه الله تعالى- أنّ عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (كانَ الرَّجُلُ في حَيَاةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَتَمَنَّيْتُ أنْ أرَى رُؤْيَا أقُصُّهَا علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا أعْزَبَ، وكُنْتُ أنَامُ في المَسْجِدِ علَى عَهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَأَيْتُ في المَنَامِ كَأنَّ مَلَكَيْنِ أخَذَانِي فَذَهَبَا بي إلى النَّارِ، فَإِذَا هي مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ البِئْرِ، وإذَا لَهَا قَرْنَانِ كَقَرْنَيِ البِئْرِ، وإذَا فِيهَا نَاسٌ قدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أقُولُ أعُوذُ باللَّهِ مِنَ النَّارِ، أعُوذُ باللَّهِ مِنَ النَّارِ، فَلَقِيَهُما مَلَكٌ آخَرُ، فَقَالَ لِي: لَنْ تُرَاعَ فَقَصَصْتُهَا علَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللَّهِ لو كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ قَالَ سَالِمٌ: فَكانَ عبدُ اللَّهِ لا يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ إلَّا قَلِيلًا).[٤][٥]


أقوال السلف الصالح في عبد الله بن عمر

كان للصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- أقوال عديدة يثنون بها على ابن عمر -رضي الله عنهما-، وفيما يأتي بعض هذه الأقوال:[٣][٥]

  • قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "مَا مِنَّا أَحَدٌ أَدْرَكَ الدُّنْيَا إِلَّا قَدْ مَالَتْ بِهِ وَمَالَ بِهَا إِلَّا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا".
  • قال سعيد بن المسيب -رضي الله عنه- : "لو كنت شاهدًا لرجل من أهل العلم أنَّه من أهل الجنة لشهدت لعبد الله بن عمر".
  • قال محمد بن شهاب الزهري رضي الله عنه: "لا يعدل برأي عبد الله بن عمر، فإنَّه أقام بعد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ستين سنة، فلم يخف عليه شيء من أمره، ولا من أمر أصحابه -رضي الله عنهم-".
  • قال نافع رحمه الله تعالى: "كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَلَا يَكَادُ يُفْطِرُ فِي الْحَضَرِ إِلَّا أَنْ يَمْرَضَ".
  • قال عطاء مولى ابن سباع قال: "أَقْرَضْتُ ابْنَ عُمَرَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ ، فَبَعَثَ إِلَيَّ بِأَلْفَيْ وَافٍ، فَوَزَنْتُهَا، فَإِذَا هِيَ تَزِيدُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، فَقُلْتُ: مَا أَرَى ابْنَ عُمَرَ إِلَّا يُجَرِّبُنِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهَا تَزِيدُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: هِيَ لَكَ".
  • قال حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: "ما منا أحد يفتش إلا يفتش عن جائفة (الطعنة الواصلة إلى الجوف)، أو منقلة (الطعنة التي ينقل منها العظام) إلا عمر وابنه".


المراجع

  1. "عبد الله بن عمر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  2. "عبدالله بن عمر رضي الله عنهما"، الألوكة الشرعية، 3/6/2015، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "عبد الله بن عمر"، قصة إسلام، 2006/05/01، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3738، حديث صحيح.
  5. ^ أ ب الشيخ صلاح نجيب الدق (3/12/2018)، "عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.