التعريف برقية بنت الرسول

هي السيّدة رقية بنت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- خير خلق الله محمد بن عبد المطلب الهاشمية، وأمّها هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وقد وُلِدت رقيّة بنت الرسول في السنة الثالثة والثلاثين من مولد والدها -عليه الصلاة والسلام-.[١]


وكانت رقية -رضي الله عنها- قبل الهجرة النبوية تحت عتبة بن أبي لهب، وكذا أُختها أمّ كلثوم -رضي الله عنها- كانت تحت أخيه عتيبة بن أبي لهب، فلمّا نزلت سورة المسد أمر أبو لهب وزوجته ابنيْهما عتبة وعُتيبة أن يُطلِّقا بنات النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال لهما أبو لهب: "رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي محمد"، ففارقاهما.[١]


زواج عثمان بن عفان برقية

بعد أن طُلِّقت رقية -رضي الله عنها- بفترةٍ أبدلها الله -تعالى- بخيرٍ عظيم، إذْ تقدّم لها أحد العشرة المبشّرين بالجنّة والسابقين للإسلام عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، فتزوّجها في مكة، وهاجرا إلى الحبشة، وولدت له عبد الله، فكانت هي وعثمان -رضي الله عنهما- يُكنّيان به.[٢]


وعندما بلغ ابنهما عبد الله ستّ سنواتٍ مرض كثيراً، إذ نقره ديكٌ على عينه، فتورّم وجهه، ومات بسبب ذلك في السنة الرابعة للهجرة، وصلّى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونزل والده عثمان -رضي الله عنه- في قبره ليدفنه، ثمّ لمّا كان موعد غزوة بدر مرضت رقية -رضي الله عنها-، فأمر النبي عثمان بن عفّان أن يتخلّف عن الغزوة حتى يمرّضها.[٢]


مناقب وفضائل رقية بنت الرسول

كانت رقية -رضي الله عنه- من أوائل مَن أسلم بعد إسلام أمّها خديجة -رضي الله عنها-، وصبرت مع زوجها على مشاقّ الدعوة،[٣] وكان من أبرز مناقبها وفضائلها ما يأتي:[٤]

  • من أوائل المهاجرين إلى الحبشة

عندما أراد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الهجرة إلى الحبشة أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذ معه رقية -رضي الله عنها-،[٣] فكانت السيدة رقية من أوائل المهاجرين إلى الحبشة، وهذه منقبةٌ لهما حيث شرفوا بفضل هذه الهجرة الأولى.


  • عِظم شأنها عند النبيّ وزوجها

أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أن يبقى مع رقية ويهتمّ بأمرها ويمرّضها، وقد كان ذلك مع موعد غزوة بدر التي كانت أول معركةٍ فاصلةٍ بين المسلمين والكفّار، وقد ضرب النبيّ الكريم لعثمان سهماً في الغنيمة وكأنّه من الحاضرين، إكراماً له ولزوجته رقيّة وتعظيماً لشأنها.


وفاة رقية بنت الرسول

بعد أن مرضت رقية -رضي الله عنها- في المدينة وأمر النبيّ الكريم زوجها عثمان -رضي الله عنها- أن يتخلّف عليها ازداد مرضها، وظلّ زوجها بجانبها يعتني بها إلى أن تُوفّيت بعد سبعة عشر شهراً من هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٥]


وكان ذلك عندما قدم زيد بن حارثة ببشارة النصر في غزوة بدر، أي في العام الثاني للهجرة، فوجدها قد تُوفّيت، وكان عثمان -رضي الله عنها- يدفنها،[٦] وجلس النبي بعد قدومه من بدر على قبرها وعينيه تدمعان لفراقها،[٧] فعن أنس -رضي الله عنه- قال: (شَهِدْتُ ابنةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو جالسٌ على القَبْرِ، ورَأيتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعانِ، فقالَ: هلْ منكُمْ رَجُلٌ لم يُقارِفِ اللَّيلةَ [أهْلَهُ]؟ فقَالَ أبو طَلْحةَ: أنا يا رسولَ اللهِ، قالَ: فانْزِلْ في قَبْرِها).[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية، صفحة 455، جزء 7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 114، جزء 6. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "السيدة رقية بنت رسول الله"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 23/5/2023. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية، صفحة 455، جزء 7. بتصرّف.
  5. الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 34، جزء 11. بتصرّف.
  6. الدولابي، الذرية الطاهرة، صفحة 52. بتصرّف.
  7. أبو عبد الله الحاكم، المستدرك على الصحيحين للحاكم، صفحة 52، جزء 4. بتصرّف.
  8. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:7045، صحيح على شرط الشيخين.