التعريف بخديجة بنت خويلد

هي أم المؤمنين خديجة بنت خُويلد بن أسد القُرشيّة -رضي الله عنها-، لُقّبت في الجاهلية بالطّاهرة، وكانت صاحبة جاهٍ ونسب، وقد تزوّجت من أبي هالة بن زرارة، وبعد أنْ تُوفّي تزوّجها عتيق بن عائذ المخزومي، ثمّ تزوّجها أشرف الخلق والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-.[١]


وكانت -رضي الله عنها- أوّل مَن أسلم وآمن برسالة النبيّ الكريم، وأنجبت له جميع أبنائه سوى إبراهيم فهو من مارية القبطية -رضي الله عنها-، وقد تُوفّيت أم المؤمنين خديجة قبل الهجرة بثلاث سنواتٍ على أصحّ الأقوال، وكان عمرها حين وفاتها خمس وستّين سنة.[١]


قصة زواج النبي الكريم من خديجة

فكرة زواج النبي الكريم من خديجة بدأت بعد أنْ سمعت -رضوان الله عليها- عن أخلاق النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعلمت بأمانته وعفّته عندما تاجر بمالها إلى الشام، وبعد عودته بمدّة عرضت السيدة خديجة -رضي الله عنها- على النبيّ الزواج من خلال صديقتها نفيسة بنت مُنيّة، فرضي -عليه الصلاة والسلام- بذلك، فذكر النبيّ الكريم لأعمامه ذلك، فخرجوا معاً إلى عمّ السيدة خديجة وخطبوها إليه.[٢]


وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخامسة والعشرين من عمره عندما تزوّج من خديجة -رضي الله عنها-، بينما كان عمر السيدة خديجة حينها أربعين عاماً، وقد أنجبت له: القاسم، ثم زينب، ثم رقيّة، ثم أمّ كلثوم، ثم فاطمة، ثم عبد الله -رضي الله عنهم جميعاً-، وقد توفّي بنوه من الذّكور صغاراً، ولم يتزوّج النبي الكريم على السيّدة خديجة في حياتها.[٣]


من فضائل السيدة خديجة رضي الله عنها

إنّ فضائل السيدة خديجة -رضي الله عنها- أكثر مِن أن تُحصى، كيف لا وهي أوّل مَن آمنت بالنبيّ وصدّقته، وواسته، ونصرته، وآزرته، وبقيت خير زوجةٍ وفيّة له -عليه الصلاة والسلام-، ونذكر شيئاً من فضائلها الغزيرة فيما يأتي:[٤]

  • هي خير نساء الجنة، فعن عليٍّ -رضي الله عنه- قال: (سَمِعْتُ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ).[٥]
  • بشّرها الله -عز وجل- بالجنة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ).[٦]
  • كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُكثر من ذِكرها بعد وفاتها، ويُثني عليها، حتّى غارت منها السيدة عائشة -رضي الله عنها-، فكانت تقول للنبيّ الكريم: (... كَأنَّهُ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا امْرَأَةٌ إلَّا خَدِيجَةُ، فيَقولُ: إنَّهَا كَانَتْ، وكَانَتْ، وكانَ لي منها ولَدٌ).[٧]
  • لم يتزوّج عليها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في حياتها حتى ماتت، وهذا من مناقبها التي انفردت بها دون نسائه، وهو يدلّ على عظيم فضلها وقدْرها عند النبيّ الكريم.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب ابن الأثير، جامع الأصول، صفحة 96، جزء 12. بتصرّف.
  2. موسى العازمي (2011)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 124، جزء 1. بتصرّف.
  3. عبد الإله السعيدي، قصة الحياة، صفحة 186. بتصرّف.
  4. محمد فؤاد عبد الباقى، اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان، صفحة 138-139. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 3432، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3820، صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3818، صحيح.
  8. فريق الموقع، "فَضْلُ خديجةَ رَضِيَ اللهُ عنها"، الدرر السنية الموسوعة العقدية، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2023. بتصرّف.