التعريف بزينب بن الرسول

هي زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشميّة القرشيّة، وأمّها خديجة بنت خويلد أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، وقد وُلِدت -رضي الله عنها- بعد القاسم، ويرى أكثر أهل العلم أنّ زينب هي الكبرى بين أخواتها، ووُلِد بعدها عبد الله ورقية وأم كلثوم وفاطمة،[١] وقد كان أبو العاص زوجاً لزينب -رضي الله عنها-، وهو ابن خالتها، وقد أنجبت له أمامة بنت أبي العاص.[٢]


قصة زينب بنت الرسول

زواج أبي العاص من زينب

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُثني على صهره أبي العاص خيراً لتمسّكه بمبادئه وزوجته زينب -رضي الله عنها- رغم إغراء قريش له بتركها، فبعد أن نزلت سورة المسد أمر أبو لهب ابنيه عتبة وعتيبة أن يُطلِّقا رقيّة وأم كلثوم ابنتيّ النبي -عليه الصلاة والسلام-، ثمّ طلبت قريش من أبي العاص أن يُطلّق زينب ليزوّجوه ابنة سعيد بن العاص، ولكنّه رفض وكان يقول: "لا أفارق صاحبتي".[٣]


أسر أبي العاص وفداء زينب له

بعد أن دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- عشيرته للإسلام أسلمت ابنته زينب -رضي الله عنها- وظلّ زوجها أبو العاص على الشّرك، ولم يكن يؤمر بالتفريق بين المسلم والمشركة في النصوص الشرعية بعد، وقد كان أبو العاص مع جيش المشركين في غزوة بدر، فوقع ضمن الأسرى بعد انتصار المسلمين.[٤]


وعندما علمت زينب بذلك أرسلت لأبيها بقلادةٍ حتى تفتدي زوجها وتُخرجه، فلمّا رأى النبيّ الكريم القلادة دمعت عيناه ورقّ لابنته رقَّةً شديدة؛ لأنّها القلادة التي أهدتها السيدة خديجة -رضي الله عنها- لابنتها زينب، وقال لأصحابه: (إن رأيتُمْ أن تُطلقوا لَها أسيرَها، وتردُّوا علَيها الَّذي لَها)،[٥] فقالوا: "نعم"،[٦] فطلب النبي من أبي العاص أن يُرسل له ابنته زينب إلى المدينة.[٤]


خروج زينب إلى المدينة ومحنتها

عندما وصل أبو العاص إلى مكة أمر زوجته زينب بالتجهّز للذهاب إلى والدها في المدينة، وأرسل معها ابن عمّه كنانة بن عدي حتى يوصلها، وأثناء سيرهما اعترضهما رجالٌ من قريش، ومنهم هبّار بن الأسود ونافع بن عبد قيس، فنزل هبار برماحه إلى زينب فأفزعها، فوقعت وكانت حاملاً، ومات جنينها بعد أيام.[٧]


ثمّ جاء أبو سفيان وقال لأخ أبي العاص: "يا ابن الربيع، ما أصبت؛ خرجت على القوم، وهم حديثو عهد بهزيمة، وتريد أن تأخذ بنت محمد وتهاجر بها؟! ارجع حتى تهدأ النفوس ثم اخرج بها"، فرجعوا بها إلى مكّة، وكانت مريضةً إثر إجهاضها، فلمّا تحسّنت ذهبت إلى المدينة، ووصلت إلى أبيها -صلى الله عليه وسلم- ومعها أمامة وعلي.[٨]


إسلام أبي العاص ورجوعه لزينب

ظلّت زينب عند أبيها عدّة سنوات، وذات يومٍ جاءها طارقٌ في الليل، وإذ به أبو العاص يطلب منها النجدة من النبي، إذ كان في قافلةٍ لقريش، فأغار عليها أسامة -رضي الله عنه- مع مجموعةٍ من الصحابة، فأُسِر مَن في القافلة، وأفلت أبو العاص منهم، فذهبت زينب -رضي الله عنها- إلى النبي في المسجد، وطلبت منه أن يُجير أبا العاص، وقالت: "إني قد أَجَرْتُ أبا العاصِ".[٨]


وحينها أمر النبي الكريم أصحابه أن يُجيروا أبا العاص ويُرجعوا إليه ما أخذوه من القافلة، ففعلوا ذلك وأرجعوا إليه كلّ شيء، ثمّ رجع إلى مكّة وردّ إلى قريش تجارتهم وأشياءهم، ففرحوا بذلك، ثم قال لهم: "يا معشر قريش، أعادت إليكم تجارتكم"؟ قالوا: "لقد وفيت يا أبا العاص"، ثم قال: "وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمداً رسول الله"، ثم هاجر للمدينة وردّه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى زوجته زينب.[٨]


وفاة زينب بنت الرسول

توفّيت زينب -رضي الله عنها- في السنة الثامنة للهجرة في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وحزن عليها النبي وزوجها أبو العاص حزناً كبيراً، ولم تعِش بعد إسلام زوجها مدَّةً كثيرة، وبقي أبو العاص بعدها عدّة سنوات، وتُوفّي في خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في العام الثاني عشر للهجرة.[٩]

المراجع

  1. "السيدة زينب بنت رسول الله"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2023. بتصرّف.
  2. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 494-496، جزء 3. بتصرّف.
  3. المطهر بن طاهر المقدسي، البدء والتاريخ، صفحة 18، جزء 5. بتصرّف.
  4. ^ أ ب المطهر بن طاهر المقدسي، البدء والتاريخ، صفحة 18، جزء 5. بتصرّف.
  5. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2692، حسنه الألباني.
  6. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 22، جزء 5. بتصرّف.
  7. البلاذري، أنساب الأشراف، صفحة 397، جزء 1. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت عمر عبد الكافي، مقتطفات من السيرة، صفحة 8، جزء 7. بتصرّف.
  9. "زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/6/2023. بتصرّف.