التعريف بالصحابي عمار بن ياسر

هو الصحابي الكريم عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة، وهو من السابقين إلى الإسلام، وقد روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث، وأمّه مِن كِبار الصحابيات، وهي سميّة بنت خياط مولاة بني مخزوم، أما والده فهو ياسر بن عامر، قدِم مع أخويه مالك والحارث من اليمن بحثاً عن أخٍ لهم، فرجع أخواه وأقام والد عمّار في مكّة، وحالف أبا حذيفة بن المغيرة، وزوّجه أمة له، وهي سمية -رضي الله عنها-.[١]


وولدت سميّة له عمَّاراً، ولما توفّي أبو حذيفة بمدَّةٍ بعث الله -تعالى- النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسمع به ياسر وزوجته وابنه، فأسلموا وكانوا من السابقين، ولم يُسلم والدا أحدٍ من السابقين سِوى عمار وأبي بكر -رضي الله عنهما-، وعن عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: "أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد".[١]


ثبات عمار بن ياسر على الإيمان

كان عمار ووالداه من المستضعفين الذين عُذِّبوا في مكة حتى يرجعوا عن دينهم، لكنّهم ظلّوا ثابتين على الإسلام رغم ما لاقوه من الأذى والتعذيب، وقد كان المشركون يحرقون عمّار بن ياسر بالنّار، وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يدعو أن تكون برداً وسلاماً عليه، وكلّما مرّ النبيّ الكريم بهم أخذ يُصبّرهم ويدعو لهم ويُبشّرهم بالجنّة.[٢]


ومن شدّة التعذيب أُكرِه عمّار بن ياسر على مدح آلهة قريش، ولكنّ قلبه ظلّ مطمئناً بالإيمان، فقد روى محمد بن عمار بن ياسر فقال: (أَخَذَ المشركونَ عَمَّارَ بنَ ياسِرٍ، فلمْ يَتركوهُ حتَّى سَبَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذَكَرَ آلهتَهُم بخيرٍ ثُمَّ تَركوهُ، فلمَّا أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: «ما وراءَكَ؟». قالَ: شرٌّ يا رسولَ اللهِ، ما تُرِكتُ حتَّى نِلتُ مِنكَ، وذَكرتُ آلهتَهُم بخيرٍ. قالَ: «كيف تجِدُ قلبَكَ؟». قالَ: مُطمئنٌّ بالإيمانِ. قالَ: «إنْ عادوا فعُدْ»).[٣]


من مناقب عمار بن ياسر

تميّز عمار بن ياسر -رضي الله عنه- بالعديد من المناقب والفضائل، ومن أبرزها ما يأتي:[٤]

  • كان هو ووالده وأمّه من السابقين إلى الإسلام، ووالدته هي أوّل شهيدةٍ في الإسلام، حيث طعنها أبو جهلٍ أمام ابنها لمّا بقيت على دينها.


  • اشتُهر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُبشّرهم بالجنّة ويُصبّرهم على ما يلاقونه من التعذيب.


  • شهد عمّار -رضي الله عنه- مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم بدراً، وأحداً، والمشاهد كلّها.


  • نزل فيه -رضي الله عنه- آيات من القرآن الكريم، ومن ذلك قول الله -تعالى-: (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ).[٥]


  • نزل فيه أيضاً قول الله -تعالى-: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)،[٦] وذلك بعد أن جاء رؤساء قريش إلى أبي طالب، وطلبوا منه أن يأمر النبيّ بطرد عمّار وبلال وابن مسعود -رضي الله عنهم-، فنزل قول الله -تعالى-.


  • كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يُثني عليه، فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (جاءَ عمَّارٌ يستأذِنُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: ائذَنوا لَهُ، مرحَبًا بالطَّيِّبِ المطيَّبِ).[٧]


  • جعل النبيّ الكريم معاداة عمّار معاداةً لله، فقد قال -عليه الصلاة والسلام- لما رآه يبكي: (مَن عادَى عَمَّارًا عادَاهُ اللهُ، ومَن أبغَضَ عَمَّارًا أبغَضَه اللهُ)، قالَ خالِدٌ: "فخرَجْتُ، فما كانَ شَيءٌ أحَبَّ إليَّ مِن رِضا عَمَّارٍ، فلَقِيتُه فرَضيَ".[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 2345-2347، جزء 96. بتصرّف.
  2. ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 167، جزء 1. بتصرّف.
  3. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن محمد بن عمار بن ياسر، الصفحة أو الرقم:3405، صحيح على شرط الشيخين.
  4. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، صفحة 487-490، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة النحل، آية:106
  6. سورة الأنعام، آية:52
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3798، صححه الألباني.
  8. رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن خالد بن الوليد، الصفحة أو الرقم:5785، صحيح الإسناد على شرط الشيخين.