صحابة الرسول

تعددت الأقوال التي عرّفت مفهوم الصحابي منها: أنَّ الصحابي هو كل شخص التقى بالنبي -صلَّى الله عليه وسلّم- واجتمع معه، وكان مؤمناً به، ومات على الإسلام، حتى لو لم يتمكن من رؤيته، لمانع من الموانع كأن يكون أعمى، وحتى لو لم يكن زمن اللقاء طويلاً، وللصحابة فضل عظيم في الإسلام، ومنزلة خاصة تميّزهم عن غيرهم، فكفاهم شرفاً أنَّهم شاهدوا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- واجتمعوا به، وأخذوا عنه الدين، وحملوه إلى الناس، ونشروه في الأرض، فكانوا خير مثال للإسلام، وخير صحب للنبي -صلَّى الله عليه وسلّم- فتحمّلوا الأذى معه، ودافعوا بأرواحهم عنه، وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، وقد مدحهم الله -تعالى- بقوله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}،[١] وقال -صلَّى الله عليه وسلّم-: (لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ).[٢][٣][٤]


كم عدد صحابة الرسول؟

لا يوجد عدد دقيق ومحدد يمكن القطع به على وجه اليقين لصحابة الرسول -صلَّى الله عليه وسلّم- ويرجع ذلك لعدَّة أسباب، منها أنَّ الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا غير مجتمعين في مكان واحد فقط، فقد كانوا متفرّقين في بلدان مختلفة وفي قرى نائية وفي بوادي بعيدة، وبسبب عدم وجود سجل أو ديوان يجمع ويوثق أسماء الصحابة في ذلك الزمن وعددهم، وقد جاء في السنة النبوية في حديث طويل يتحدث عن غزوة تبوك: (والمُسْلِمُونَ مع رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثِيرٌ، ولَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ)،[٥] ولكن بعض العلماء اجتهدوا في تحديد عدد الصحابة -رضي الله عنهم- فقالوا بأنَّ عددهم هو مائة ألف وأربعة عشر ألفاً، والله أعلم.[٦][٧]


مراتب الصحابة

إنَّ الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- هم صفوة الخلق بعد الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- جاء في الأثر: (إنَّ اللهَ نظَرَ في قلوبِ العِبادِ؛ فوجَدَ قلبَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خيرَ قلوبِ العِبادِ، فاصطَفاه لنفْسِه، فابْتعَثَه برِسالتِه، ثُمَّ نظَرَ في قلوبِ العِبادِ بعدَ قلبِ محمَّدٍ؛ فوجَدَ قلوبَ أصحابِه خيرَ قلوبِ العِبادِ، فجعَلَهم وُزَراءَ نبيِّه، يُقاتِلونَ على دينِه)،[٨] وقد دلّت النصوص الشرعية على أنَّ الصحابة يتفاوتون فيما بينهم في الفضل والمنزلة، فبعضهم أفضل من بعض، ومن أوجه التفاضل السبق إلى الإسلام والجهاد، قال -تعالى-: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}،[٩]وخلاصة الترتيب عند أهل السُّنة والجماعة في التفضيل بين الصحابة -رضي الله عنهم- مع الاعتراف والإقرار بفضلهم جميعاً، هو كالتالي:[١٠]

  • أفضل الصحابة هو أبو بكر الصديق.
  • ثمَّ عمر بن الخطاب.
  • ثمَّ عثمان بن عفان.
  • ثمَّ علي بن أبي طالب.
  • ثمَّ باقي العشرة المبشرين بالجنة.
  • ثمَّ أهل غزوة بدر.
  • ثمَّ أهل بيعة الرضوان.
  • ثمَّ بقية الصحابة من الذين أسلموا قبل فتح مكة.
  • ثمَّ الذين أسلموا بعد فتح مكة.


المراجع

  1. سورة الفتح، آية:29
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2540، حديث صحيح.
  3. رقم الفتوى: 97635 (11/7/2007)، "تعريف الصحابي"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/4/2021. بتصرّف.
  4. د. نايف الحمد، "فضائل الصحابة رضي الله عنهم"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 24/4/2021. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن مالك، الصفحة أو الرقم:4418، حديث صحيح.
  6. رقم الفتوى: 29901 (27/3/2003)، "كم عدد الصحابة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/4/2021. بتصرّف.
  7. رقم السؤال108008 (5/2/2008)، "عدد الصحابة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 24/4/2021. بتصرّف.
  8. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:3600، إسناده حسن.
  9. سورة التوبة، آية:100
  10. الشيخ عبدالله القصيِّر (13/1/2016)، "تفاوت الصحابة في الفضل ومراتبهم فيه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/4/2021. بتصرّف.