من هم الصحابة؟

الصحابي هو: من لَقِيَ النبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهو مؤمنُ به، ومات على الإسلام، والصحابة -رضي الله عنهم- هم أفضل الناس في الأمة الإسلامية بعد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد جاء الأمر بإكرامهم وإجلالهم واحترامهم، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أكرِموا أصحابي؛ فإنَّهم خِيارُكم، ثمَّ الَّذينَ يَلُونَهم، ثمَّ الَّذينَ يَلُونَهم[١] وقد مدحهم الله -تعالى- في القرآن بقوله: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا)،[٢] وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحبّون النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حباً جماً، ويقتدون به في كل ما يفعل، ومن ذلك اللباس.[٣]


كيف كان لباس الصحابة؟

لقد كان لباس الصحابة -رضي الله عنهم- كلباس النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقد كانوا يقتدون به في كلّ شيءٍ؛ لشدّة محبّتهم له، واتّباعهم واقتدائهم به، ثبت في الحديث عن عكرمة: (أنَّهُ رأى ابنَ عبَّاسٍ يأتَزرُ فيَضعُ حاشيةَ إزارِهِ مِن مقدَّمِهِ علَى ظهرِ قدمِهِ ويرفعُ مِن مؤخَّرِهِ قلتُ : لمَ تَأتزرُ هذهِ الإزرَةَ قالَ رأيتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ- يأتَزِرُها)،[٤] وفيما يأتي بيان أنواع الملابس التي كان يرتديها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- والصحابة -رضي الله عنهم-.[٥]


القميص

وهو الثوب الطويل ذو الأكمام، الساتر للجسم كاملاً، ويُلبس من أعلى إلى أسفل،[٦] ويكون أبيض اللون، ويكون له جيوب، وتغطي أكمامه إلى الرسغ، ويصل طوله إلى نصف الساق،[٧] وقد كان القميص من أحبّ اللباس إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلمّ- كما ورد عن أم المؤمنين أم سلمة: (كان أحَبَّ الثيابِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القَميصُ).[٨]


العمامة

وهي قطعةٌ من القماش تُلف على الرأس لتغطيته،[٦] وقد لبسها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والصحابة -رضي الله عنهم-، أخرج الإمام مسلم عن عمرو بن حريث المخزومي: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ وَعليه عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ).[٩]


الإزار

وهو ثوب يُشَدُّ على وسط الجسد،[١٠] ويستر الجزء السفلي منه،[١١] أخرج الإمام مسلم عن أبي موسى الأشعري: (دَخَلْتُ علَى عَائِشَةَ، فأخْرَجَتْ إلَيْنَا إزَارًا غَلِيظًا ممَّا يُصْنَعُ باليَمَنِ، وَكِسَاءً مِنَ الَّتي يُسَمُّونَهَا المُلَبَّدَةَ، قالَ: فأقْسَمَتْ باللَّهِ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قُبِضَ في هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ).[١٢]


الجُبَّة

وهي ثوبٌ مفتوحٌ من الأمام من عند الصدر إلى القدم وله أكمام، ومن أنواعها الشامية والرومية،[١٣] أخرج الإمام مسلم عن المغيرة بن شعبة: (خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِيَقْضِيَ حاجَتَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ تَلَقَّيْتُهُ بالإِداوَةِ فَصَبَبْتُ عليه، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَغْسِلَ ذِراعَيْهِ فَضاقَتِ الجُبَّةُ، فأخْرَجَهُما مِن تَحْتِ الجُبَّةِ فَغَسَلَهُما، ومَسَحَ رَأْسَهُ، ومَسَحَ علَى خُفَّيْهِ ثُمَّ صَلَّى بنا).[١٤]


الحُلَّة

وهي ثوبان يُلبسان فوق بعضهما البعض، وهما إزار ورداء،[١٥] والرداء هو الذي يستر الجزء العلوي من الجسد،[١١] والإزار يستر الجزء السفلي منه،[١١] ثبت عن البراء بن عازب: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرْبُوعًا، وقدْ رَأَيْتُهُ في حُلَّةٍ حَمْراءَ، ما رَأَيْتُ شيئًا أحْسَنَ منه)،[١٦] وورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (فلَبِسْتُ أحسنَ ما يَكونُ مِن حُللِ اليمنِ.. فأتيتُهُم فقالوا: مرحبًا بِكَ يا ابنَ عبَّاسٍ ما هذِهِ الحُلَّةُ؟ قالَ: ما تعيبونَ عليَّ؟ لقد رأيتُ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحسنَ ما يَكونُ منَ الحُلَلِ).[١٧]


البُردة

وهي الشملة أو العباءة، ومن أنواعها الحبرة وهي من القطن، وهي من أفضل ثيابهم، وكانت من أحبّ الثياب إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[١٨] أخرج الإمام مسلم عن أنس بن مالك: (كانَ أَحَبَّ الثِّيَابِ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الحِبَرَةُ).[١٩]


الخميصة

وهي كساء مصنوع من الصوف الأسود، وقد يكون فيه زركشة ورسوم،[٢٠] ورد عن عبّاد بن تميم: (استسقَى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وعليه خميصةٌ له سوداءُ).[٢١]


السراويل

جمع سروال وهو كالبنطال يغطي الرِجلَين كلٌ على حدة، ويُلبس من القدمين ويغطي العورة وأعلاها أيضاً،[٦] وقد لبسه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأمر الصحابة -رضي الله عنهم- بلبسه، ورد في الحديث عن سويد بن قيس: (جلبتُ أنا ومخرفةُ العبديُّ بزَّا من هجرَ فأتانا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم ونحن بمنىً ووزَّانٌ يزنُ بالأجرِ فاشترى منا سراويل فقال للوزَّانِ زنْ وأَرْجِحْ)،[٢٢] وأخرج البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (مَن لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ).[٢٣]


القَباء

وهو ثوبٌ ضيق الكُمّين والوسط، مشقوقٌ من الخلف،[١١] أخرج البخاري عن المسور بن مخرمة: (قَسَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَقْبِيَةً، ولَمْ يُعْطِ مَخْرَمَةَ منها شيئًا، فَقالَ مَخْرَمَةُ: يا بُنَيَّ، انْطَلِقْ بنَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَانْطَلَقْتُ معهُ، فَقالَ: ادْخُلْ، فَادْعُهُ لِي، قالَ: فَدَعَوْتُهُ له، فَخَرَجَ إلَيْهِ وعليه قَبَاءٌ منها، فَقالَ: خَبَأْنَا هذا لَكَ، قالَ: فَنَظَرَ إلَيْهِ، فَقالَ: رَضِيَ مَخْرَمَةُ).[٢٤]


التُّبَّان

وهو يُشبه السراويل ولكنّه لا يغطّي الرجلَين بالكامل وإنّما يستر العورة فقط،[١١] أخرج البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (قَامَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنِ الصَّلَاةِ في الثَّوْبِ الوَاحِدِ، فَقَالَ: أوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ، فَقَالَ: إذَا وسَّعَ اللَّهُ فأوْسِعُوا، جَمع رَجُلٌ عليه ثِيَابَهُ، صَلَّى رَجُلٌ في إزَارٍ ورِدَاءٍ، في إزَارٍ، وقَمِيصٍ في إزَارٍ وقَبَاءٍ، في سَرَاوِيلَ ورِدَاءٍ، في سَرَاوِيلَ وقَمِيصٍ، في سَرَاوِيلَ وقَبَاءٍ، في تُبَّانٍ وقَبَاءٍ، في تُبَّانٍ وقَمِيصٍ، قَالَ: وأَحْسِبُهُ قَالَ: في تُبَّانٍ ورِدَاءٍ).[٢٥]

المراجع

  1. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:5957، صحيح.
  2. سورة الفتح، آية:29
  3. مجموعة من المؤلفين، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 271. بتصرّف.
  4. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:659، حسن.
  5. أبو طلحة محمد يونس بن عبد الستار، لباس الرسول والصحابة والصحابيات، صفحة 68. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 22/8/2021. بتصرّف.
  7. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4025، حسن.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن حريث المخزومي، الصفحة أو الرقم:1359، صحيح.
  9. ^ أ ب ت ث ج الموسوعة الحديثية، "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. بتصرّف.
  10. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:2080، صحيح.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن المغيرة بن شعبة ، الصفحة أو الرقم:274، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب ، الصفحة أو الرقم:5848، صحيح.
  13. رواه ابن دقيق العيد، في الاقتراح، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:115، صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2079، صحيح.
  15. رواه البغوي، في شرح السنة، عن عباد بن تميم، الصفحة أو الرقم:652، صحيح.
  16. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن سويد بن قيس، الصفحة أو الرقم:4606، صحيح.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5804، صحيح.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المسور بن مخرمة ، الصفحة أو الرقم:2599، صحيح.
  19. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:365، صحيح.