حذيفة بن اليمان

هو الصحابي الجليل وصاحبُ سرِّ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أبو عبد الله حُذيفة بن حِسل وقيل حُسيل -ولقبهُ اليمان- بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، العبسيّ القطيعيّ، وقد لُقب أبوه باليمان نسبة إلى أجداده، حيث كان جروة بن الحارث يلقب باليمان لأنَّه كان حليفاً لبني عبد الأشهل من الأنصار وكانوا يُسمون باليمانية، وأم حذيفة هي الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل، وكان حذيفة -رضي الله عنه- من كبار الصحابة، وكانت له منزلة عالية في الإسلام، فقد شهد هو وأبوه وأخوه صفوان غزوة أحد، وقُتل أبوهُ فيها بالخطأ من قبل المسلمين، حيث ظنه بعض المسلمين من المشركين، وقد أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- حذيفة في غزوة الخندق ليستطلع أخبار المشركين، وقد أطلعه النبي -صلى الله عليه وسلم- على أسماء المنافقين، وأَمرَهُ بكتم سره ففعل ولذلك لقب بلقب صاحب سر رسول الله.[١]


كيف مات حذيفة بن اليمان؟

توفي حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- على فراشه، بعد أن اشتدَّ عليه المرض، وقد زاره بعض الصحابة في ليلة وفاته، فسألهم عن الوقت، فأخبروه بأنَّه قريب من الفجر، فقال: "أعوذ بالله من صباحٍ يُفضي بي إلى النار"، ثم سألهم هل جاؤوا بكفن؟ فقالوا: نعم، فقال: "لا تُغالوا بالأكفان، فإن يكن لي عند الله خيرٌ بُدلتُ به خيراً، وإن كانت الأخرى سُلب مني"، ثمَّ قال: "اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى، وأحب الذلة على العز، وأحب الموت على الحياة"،[٢] ورُوي بأنَّه قيل له: يا حذيفة؛ ما نَراكَ إلا مقبوضاً؛ فقال لهم -رضي الله عنه-: "عبدٌ مَسْرُور، وحبيبٌ جاء على فاقة، لا أَفلَحَ مَن نَدِم، اللَّهُم إني لم أُشارك غادراً في غَدرته؛ فأعوذ بك اليومَ من صاحب السوء" ثمَّ مات -رحمه الله-.[٣]


تاريخ وفاة حذيفة بن اليمان

كان حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- يسكن في المدائن بالعراق، وقد ولَّاهُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عليها في أيام خلافته، وبقي فيها حتى وفاته في العام السادس والثلاثين للهجرة، وكان ذلك في خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد مقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بأربعين يوماً،[٤] وقد كان حذيفة -رحمه الله- زاهداً في الدنيا، فقد روي بأنَّه جاء إلى المدائن على حمار وليس معه شيء إلا رغيف يأكله،[٥] وكان حذيفة مجاهداً في سبيل الله -تعالى- وفاتحاً من الفاتحين، فقد فُتحت على يديه مُدن فارس، كنهاوند وهمذان والري والدينور، وكان ذلك في سنة اثنتين وعشرين للهجرة، وقد رُوي عنه بأنَّه كان يقول: "خَيَّرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الهجرة والنُّصرة فاخترت النصرة" -رحمه الله ورضي الله عنه-.[٦]


المراجع

  1. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 334. بتصرّف.
  2. عبد الرحمن الباشا، صور من حياة الصحابة، صفحة 300. بتصرّف.
  3. ياسر الحمداني، موسوعة الرقائق والأدب، صفحة 4807. بتصرّف.
  4. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 39. بتصرّف.
  5. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 317. بتصرّف.
  6. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 335. بتصرّف.