بماذا لقب ثابت بن قيس؟

اشتهر الصحابي الجليل ثابت بن قيس بلقب خطيب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، كما عُرِف أيضاً بلقب خطيب الأنصار،[١] وكان ذلك لما تميّز به -رضي الله عنه- من صوتٍ جهوريٍّ مرتفع، فكان يخطب فيسمع الجميع،[٢] فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قد افتقده يوماً، فسأل عنه الصحابة، فقال رجل: (يا رَسولَ اللَّهِ، أنَا أعْلَمُ لكَ عِلْمَهُ، فأتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا في بَيْتِهِ، مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقالَ له: ما شَأْنُكَ؟ فَقالَ: شَرٌّ، كانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وهو مِن أهْلِ النَّارِ، فأتَى الرَّجُلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَهُ أنَّه قالَ كَذَا وكَذَا، فَقالَ مُوسَى: فَرَجَعَ إلَيْهِ المَرَّةَ الآخِرَةَ ببِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقالَ: اذْهَبْ إلَيْهِ فَقُلْ له: إنَّكَ لَسْتَ مِن أهْلِ النَّارِ، ولَكِنَّكَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ)،[٣][٤] وبهذا يكون النبيّ قد شهِد له -رضي الله عنه- بالجنّة، كما شهِد له أنّه نعم الرجل.[٥]


نبذة عن ثابت بن قيس

هو الصحابي ثابت بن قيس ابن شماس بن زهير، ابن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر، ابن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، كان يُكنّى -رضي الله عنه- بأبي محمد، وقيل: أبي عبد الرحمن، والدته هي هند الطائية، وقيل: كبشة بنت واقد بن الإطنابة، تزوّج من جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، فأنجب منها ولداً اسمه محمد، وكان له إخوةً من أمه هما: عبد الله بن رواحة، وعمرة بنت رواحة، وقيل أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- آخى بينه وبين عمار، وكان -رضي الله عنه- قد شهِد غزوة أحد، وبيعة الرضوان، على الرغم من أنّه لم يشهد بدراً.[٦]


مِن خطب ثابت بن قيس

روى الزهري -رحمه الله- أنّ رجلاً قدِم من وفد بني تميم فخطب خطبةً يستعرض بها مفاخراً بعض أمورهم، فأمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثابت بن قيس بأن يُجيب خطيبهم، حيث عُرِف عنه -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان يستعين بالخطباء حين تدعو الحاجة لذلك، فقام ثابت -رضي الله عنه- فخطب بهم قائلاً: "والحمد لله الذي السماوات والأرض خلقه قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه، ولم يك شيء قط إلا من فضله، ثم كان من فضله أن جعلنا ملوكاً واصطفى من خيرة خلقه رسولاً، أكرمهم نسباً وأصدقهم حديثاً، وأفضلهم حسباً، فأنزل عليه كتابه وأتمه على خلقه، فكان خيرة الله تعالى من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه ذوي رحمه أكرم الناس حسباً، وأحسن وخير الناس فعالاً، ثم كان أول الخلق إجابة واستجابة لله حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله، فمن آمن بالله ورسوله منع منا ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبداً، وكان قتله علينا يسيراً، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات والسلام عليكم".[٧]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 421. بتصرّف.
  2. إسماعيل الأصبهاني، كتاب سير السلف الصالحين، صفحة 302. بتصرّف.
  3. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4846، حديث صحيح.
  4. "ثابت بن قيس بن شماس"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2021. بتصرّف.
  5. ابن الجوزي، كتاب صفة الصفوة، صفحة 239. بتصرّف.
  6. "ثابت بن قيس"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2021. بتصرّف.
  7. "ثابت بن قيس بن شماس"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 14/9/2021. بتصرّف.