أبو ذر الغفاري

هو الصحابي الجليل جندب بن جنادة بن قيس بن عمرو بن مليل بن صعير بن حرام بن غفار، وهذا أصح ما ورد في اسمه ونسبه، وقد اختلف أهل التراجم والسيَر في اسمه ونسبه اختلافاً كبيراً، وهو من فضلاء الصحابة وكبارهم ومن السابقين الأولين في الإسلام، ويقال أنه خامس من أسلم، حيث قدم من أرض قبيلته غفار إلى مكة المكرمة عندما سمع بخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسلم بين يديه ثم عاد إلى قبيلته يدعوهم إلى الإسلام ويسخر من آلهتهم، وكان أول من ألقى تحية الإسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله عندما دخل عليه: السلام عليك يا رسول الله، وقد خرج من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فجهر بإسلامه في مكة فثار عليه أهلها وضربوه حتى رموه أرضاً وأنقذه العباس بن عبدالمطلب منهم، وتوفي أبو ذر -رضي الله عنه- في عام واحد وثلاثين وقيل اثنين وثلاثين للهجرة، في مكان يسمى الربذة، وصلى عليه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.[١]


ما هو لقب أبي ذر الغفاري؟

أبو ذر الغفاري هو لقب الصحابي جندب بن جنادة وليس اسمه،[٢] وقد قيل بأن لقبه بُرَير وقيل هو اسم له،[٣] ومعنى كلمة ذر: النمل الأحمر الصغير،[٤] وأما الغفاري: فهي نسبة إلى قبيلته غفار.[٥]


صفات أبي ذر الغفاري

الصفات الخَلقية

مما ذُكر من صفات أبي ذر الجسدية أنه كان رجلاً طويلاً ذا جسدٍ ضخم،[٦] وأنه كان أسمر لون البشرة كثيف شعر اللحية، وقد ملأ الشيب رأسه ولحيته،[٧] وقد ورد في الحديث أنه يشبهُ عيسى ابن مريم -عليه السلام- في قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وأوفَى من أبي ذرٍّ شبيهِ عيسى بنِ مريمَ فاعرِفوا له".[٨]


الصفات الخُلُقية

اتصف أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- بالكثير من الصفات والأخلاق العظيمة، ومنها الصدق الشديد، حيث شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال عنه: "ما أَظلَّتِ الخضراءُ، ولا أَقلَّتِ الغَبراءُ مِن رَجُلٍ أصدقَ لَهجةً مِن أبي ذَرٍّ"،[٩][١٠] ومن صفاته أيضاً الشجاعة والجرأة والشدة في قول الحق، حيث كانت لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان شديد الزهد في الدنيا ومتاعها، وكان متواضعاً شديد التواضع، حتى قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من سرَّه أن ينظر إلى تواضعِ عيسى، فلْينظرْ إلى أبي ذرٍّ"،[١١][١٢]ومما تميز به أبو ذر -رضي الله عنه- كثرة العلم وسعته وغزراته، حتى قال عنه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "وعى أَبُو ذر علمًا عجز الناس عنه، ثم أوكأ عَلَيْهِ، فلم يخرج شَيْئًا منه"، ورُوي عن أبي ذر -رضي الله عنه- أنه قال: "لقد ترَكَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وما يَتقَلَّبُ في السماءِ طائرٌ إلَّا ذكَّرَنا منه عِلمًا"،[١٣][١٠]وقد كان أبو ذر يُفتي الناس في خلافة أبي بكر الصديق وفي خلافة عمر بن الخطاب وفي خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنهم جميعاً-.[١٤]


المراجع

  1. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1652-1655. بتصرّف.
  2. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 205. بتصرّف.
  3. ابن حجر العسقلاني، نزهة الألباب في الألقاب، صفحة 120. بتصرّف.
  4. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 304. بتصرّف.
  5. حاجي خليفة، سلم الوصول إلى طبقات الفحول، صفحة 164. بتصرّف.
  6. أبو الحسن ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 101. بتصرّف.
  7. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 368-370. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:453، حديث صحيح على شرط مسلم.
  9. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6630 ، حديث حسن لغيره.
  10. ^ أ ب ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1655. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6292 ، حديث صحيح.
  12. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 255. بتصرّف.
  13. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:21439، حديث حسن.
  14. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 367. بتصرّف.