التعريف بالصحابية أروى بنت كريز

الصحابية الكريمة أروى بنت كريز هي: أَرْوَى بِنْتُ كَرِيزِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ،[١] وهي بنت عمّة النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٢] فأمّها هي أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب التي توفّيت في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.[٣]


وأمّ أروى هي شقيقة عبد الله والد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقيل: إنّه أخته التوأم، أي إنّها عمّة النبيّ الكريم، وقد تزوّجها كريز بن ربيعة وولدت له أروى،[٤] وأروى بنت كريز هي والدة الصحابيّ عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.[٥]


وقد تزوّج عفان بن أبي العاص من أروى بنت كريز، وأنجبت له عثمان بن عفان وآمنة، وبعد وفاة عفان بن أبي العاص تزوّجها عقبة بن أبي معيط، وأنجبت له من الأولاد: الوليد، وعمارة، وخالداً، ومن البنات: أم كلثوم، وأم حكيم، وهنداً.[٦]


من مواقف أروى بنت كريز في الإسلام

أسلمت أروى بنت كريز وبايعت النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٧] وقد تميّزت -رضي الله عنها- بالورع وشدّة الإيمان، وكانت امرأةً عاقلةً صاحبة رأيٍ راجح، ولها صُحبة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وروت عنه بعض الأحاديث، وحدّثت أُناساً كُثُر.[٨]


وكانت أروى بنت كريز -رضي الله عنها- ممّن هاجر إلى المدينة بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث هاجرت بعد ابنتها أم كلثوم بنت عقبة -رضي الله عنها- التي قدِمت في الهدنة وحدها وبايعت النبي الكريم، وهي التي نزل فيها قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ)،[٩] ثمّ جاءت أمّها إلى المدينة وبايعت أيضاً.[١٠]


وفاة الصحابية أروى بنت كريز

تُوفّيت الصحابية الكريمة أروى بنت كريز في المدينة المنوّرة، حيث بقيت فيها بعد أنْ هاجرت إليها حتى توفّاها الله، وقيل: كان عمرها حين وفاتها تسعين سنة، وقد حمل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- سريرها وصلّى عليها،[١١] وقيل إنّها قُتِلت في معركة اليرموك بعد أن قتلت سبعة من أعداء الروم.[١٢]


وقد أخرج ابن سعد -رحمه الله- قول عبد الله بن حنظلة بن الراهب: "شهدت أم عثمان يوم ماتت، فدفنها ابنها بالبقيع، ورجع وقد صلّى الناس فصلّى وحده، وصليت إلى جنبه، فسمعته وهو ساجد يقول: اللَّهمّ ارحم أمي، اللَّهمّ اغفر لأمي، وذلك في خلافته".[١٣]


مَن اسمهنّ أروى من الصحابيات

قيل إنّ الصحابيات اللواتي تسمّين بأروى خمسة، وهُنّ: أروى بنت كريز، وأروى بنت ربيعة، وأروى بنت عبد المطلب، وأروى بنت مالك، وواحدة منهنّ روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقيل لم تُنسب، ولكن والله أعلم هي أروى بنت كريز، لأنّنا ذكرنا فيما سبق أنّها روت عن النبي الكريم الحديث، وثلاثة منهنّ بايعن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهنّ: ابنة كريز -كما أسلفنا-، وبنت عبد المطلب، وبنت مالك.[١٢]

المراجع

  1. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 167، جزء 1. بتصرّف.
  2. محمد البري، الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، صفحة 169، جزء 2. بتصرّف.
  3. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 9، جزء 8. بتصرّف.
  4. البلاذري، أنساب الأشراف، صفحة 88، جزء 1. بتصرّف.
  5. زينب فواز، الدر المنثور في طبقات ربات الخدور، صفحة 26. بتصرّف.
  6. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 9، جزء 8. بتصرّف.
  7. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 9، جزء 8. بتصرّف.
  8. زينب فواز، الدر المنثور في طبقات ربات الخدور، صفحة 26. بتصرّف.
  9. سورة الممتحنة، آية:10
  10. محمد بن حبيب، المحبر، صفحة 407. بتصرّف.
  11. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 9، جزء 8. بتصرّف.
  12. ^ أ ب المرجاني، بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار، صفحة 1040، جزء 2. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 375، جزء 11.