هو الصحابي الجليل حكيم بن حزام -رضي الله عنه-، حيث دخلت والدته الكعبة وهي حامل به مع نسوة من قريش، فجاءها الطلق فولدته في الكعبة -رضي الله عنه-، وكان مولده قبل عام الفيل بثلاث عشرة سنة.[١][٢]


التعريف بالصحابي حكيم بن حزام


اسمه ونسبه

هو الصحابي الجليل حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، وأمه هي صفية، وقيل هي فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى،[٣] وهو ابن أخي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وابن عمّ الصحابي الجليل الزبير بن العوام -رضي الله عنه-.[٤]


حاله في الجاهلية

كان -رضي الله عنه- قبل إسلامه في الجاهلية من أشراف قريش وساداتها وعقلائها، صاحب مكانة مرموقة بين سادات قريش، وكانت بيده دار الندوة؛ وهي الدار التي كان يجتمع فيها سادات قريش وأشرافها للتشاور وعقد مؤتمراتها، وهي التي تشاور فيها سادات قريش في أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واتفقوا على قتله، وكان -رضي الله عنه- يملك منصب الرفادة؛ وهي مساعدة وإعانة المحتاجين والفقراء والمنقطعين من الحجاج؛ لأنهم ضيوف بيت الله الحرام.[٥][٦]


كان -رضي الله عنه- في الجاهلية يفعل الخير، ويكثر من الصدقة، ويصل الرحم، وهو الذي اشترى زيد بن حارثة -رضي الله عنه- ووهبه لعمته خديجة -رضي الله عنها-، وقد كان صديق النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة وبعدها، فكان يحبه ويحترمه، وقد شهد غزوة بدر مع الكفار ونجا من القتل منهزماً، فكان إذا حلف بعد إسلامه يقول: "والذي نجاني يوم بدر".[٥]


إسلامه

كان إسلام حكيم بن حزام -رضي الله عنه- متأخراً، حيث أسلم عام الفتح، قبل أن يفتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة المكرمة بيوم واحد، وقد فرح -صلى الله عليه وسلم- بإسلامه، فكان من المؤلفة قلوبهم، الذين تألّفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعطاء، فأعطاه يوم غزوة حنين مائة بعير، حتى حسُن إسلامه وكمُل.[٧][٤]


أبرز ملامح شخصيته

كان -رضي الله عنه- شديد الكرم، كثير الإنفاق والتصدق، في الجاهلية والإسلام؛ حيث أعتق مائة رقبة في الجاهلية ومائة رقبة في الإسلام،[٨] وقد باع في إسلامه دار الندوة لمعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- بمائة درهم وتصدق بثمنها كله، فكان الزبير قد عاتبه وقال له: "بعت مكرمة قريش، فأجابه: إني اشتريت بها داراً في الجنة، أشهدكم أني قد جعلتها لله"، وكان -رضي الله عنه- واسع العلم والمعرفة، عاقلاً، فهو أحد علماء الأنساب في قريش.[٥]


وكان -رضي الله عنه- عفيفاً عزيز النفس، فلم يأخذ من مال العطاء والفيء بعد سماعه وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سأله فأعطاه من المال ثلاث مرات، فجاء في الحديث الذي يرويه: (سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فأعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فأعْطَانِي، ثُمَّ قالَ: يا حَكِيمُ، إنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فمَن أَخَذَهُ بسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ له فِيهِ، ومَن أَخَذَهُ بإشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ له فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ ولَا يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى. قالَ حَكِيمٌ: فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ لا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شيئًا حتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا. فَكانَ أَبُو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه يَدْعُو حَكِيمًا إلى العَطَاءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ منه، ثُمَّ إنَّ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ، فأبَى أَنْ يَقْبَلَ منه شيئًا...).[٩][١٠]


وفاته

توفي -رضي الله عنه- في المدينة المنورة وهو في بيته، وكان عمره مائة وعشرين سنة، عاش ستين سنة في الجاهلية، وستين سنة في الإسلام، وكان وفاته سنة أربع وخمسين، وقيل ثمان وخمسين،[١١][١] وقيل سنة ستين للهجرة.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب أبو السعادات ابن الأثير، جامع الأصول، صفحة 296. بتصرّف.
  2. الزبير بن بكار، جمهرة نسب قريش وأخبارها، صفحة 353. بتصرّف.
  3. يحيى بن عبد الوهاب ابن منده، من عاش مائة وعشرين سنة من الصحابة لابن منده، صفحة 21. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 58. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث "حكيم بن حزام"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/9/2022. بتصرّف.
  6. العراقي، طرح التثريب في شرح التقريب، صفحة 43. بتصرّف.
  7. "قصة حكيم بن حزام رضي الله عنه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/9/2022. بتصرّف.
  8. يحيح بن عبد الوهاب ابن منده، من عاش مائة وعشرين سنة من الصحابة لابن منده، صفحة 22. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن حكيم بن حزام، الصفحة أو الرقم:1472، صحيح.
  10. محمد يوسف الكاندهلوي، حياة الصحابة، صفحة 522. بتصرّف.
  11. جلال الدين السيوطي، ريح النسرين فيمن عاش من الصحابة مائة وعشرين، صفحة 49. بتصرّف.