من هي أم البنين؟

أم البنين كنيةٌ اشتُهرت بها أكثر من شخصيةٍ في التاريخ الإسلامي، وهذا المقال يتناول الحديث عن هاتين الشخصيّتين، وهما: أم البنين بنت عبد العزيز أخت عمر بن عبد العزيز -رحمهما الله-، وأمّ البنين زوجة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.


أم البنين زوجة علي رضي الله عنه

أمّ البنين هي زوجة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وهي أم البنين بنت حزام، وحزام هو أبو المحلّ بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب، وهي الزوجة الأولى لعليٍّ بعد وفاة فاطمة -رضي الله عنها-، وقد أنجبت له: العباس، وجعفر، وعثمان، وعبد الله، وقُتِلوا كلّهم مع أخيهم الحسين في كربلاء.[١]


وأم البنين زوجة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ليست صحابية، وقيل: اسمها فاطمة بنت حزام، ولكن لم يتمّ التحقّق من صحّة ذلك، ولم يتمّ الوقوف على مَن سمّاها بفاطمة، ولم يُذكر كذلك سبب تسميتها بأمّ البنين.[٢]


أم البنين بنت عبد العزيز

التعريف بها

هي أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان بن الحكم، وأمّها هي: ليلى بنت سهيل بن حنظلة بن الطفيل، وأم البنين هي أخت عمر بن عبد العزيز، واسم زوجها سليمان، وقد شغف بحسن أخلاقها وجمالها بعد أن تزوّجها، وكانت سيرتها بين النّاس سيرةً حسنة.[٣]


وتوفّي زوجها سليمان سنة تسعٍ وتسعين، وظلّت بعده مشتغلةً بالعبادة والتقرّب إلى الله والإنفاق في سبيل الله حتى توفّاها الله -تعالى-، وكان ذلك في زمن خلافة يزيد، وقيل: في خلافة هشام.[٣]


عبادتها وقصة توبتها

اشتهرت قصة توبة أم البنين في كتب الأدب، فقد دخلت عليها عزّة صاحبة كثير، فسألتها أم البنين عن سبب بيتٍ من أبيات الشعر التي ألقاها كثير عن عزّة، فقالت لها: "كنت وعدتُه قُبلةً، فأتاني يطلبها، فتحرّجت عليه، ولم أفِ له"، فقالت لها أم البنين: "أنجزيها منه وعليَّ إثمها".[٤]


ثمّ تابت من قولها هذا، واستغفرت الله كثيراً، وأعتقت لله -تعالى- أربعين رقبةً بسبب ما قالته، وكلّما تذكّرت ذلك بكت بكاءً شديداً حتى يبتلّ خمارها وهي تقول: "يا ليتني خرس لساني عندما تكلّمت بها"! وظلّت تتعبّد الله وتُقيم الليل ليالٍ طويلة،[٥] وكانت -رحمها الله- تقول: "البخيل كل البخيل من بخل على نفسه بالجنة".[٦]


من مناقبها وصفاتها

كانت أم البنين بنت عبد العزيز امرأةً كريمةً جداً، وكان يُضرب بها المثل في الجود والسخاء، إذ كانت تقول: "جعل لكل إنسان نهمة في شيء، وجعلت نهمتي في البذل والإعطاء، والله للعطية والصلة والمواصلة في الله أحبّ إليّ من الطعام الطيب على الجوع، والشراب البارد على الظمأ، وهل ينال الخير إلا بالاصطناع"؟[٦]


والّلهنة أو النّهمة بمعنى الشهوة والرغبة، وكانت تقول أيضاً: "أف للبخل، لو كان قميصاً لم ألبسه، ولو كان طريقاً لم أسلكه"، وقيل إنّها كانت تعتق رقبةً في كل يوم جمعة لوجه الله -تعالى-، وتشتري بمالها الفرس وتعطيه للمسلمين لاستعماله في الجهاد في سبيل الله.[٧]

المراجع

  1. أبو جعفر الطبري، تاريخ الطبري، صفحة 153، جزء 5. بتصرّف.
  2. "لماذا لقبت السيدة فاطمة بنت حزام بأم البنين؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ياسين الخطيب، الروضة الفيحاء في أعلام النساء، صفحة 74. بتصرّف.
  4. سفر الحوالي، دروس للشيخ سفر الحوالي، صفحة 9، جزء 100. بتصرّف.
  5. ابن قدامة، التوابين، صفحة 95. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ابن قدامة، التوابين، صفحة 95.
  7. محمد المقدم، دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم، صفحة 15، جزء 18. بتصرّف.