الصحابي علي بن أبي طالب

هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي الهاشمي -رضي الله عنه-، يُكنى أبو الحسن وأبو تراب وحيدرة، هو ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وزوج ابنته فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- سيدة نساء العالمين، وهو من السابقين إلى الإسلام وأول من أسلم من الصبيان ورابع الخلفاء الراشدين ومن المبشرين بالجنة، ولد في مكة وهاجر إلى المدينة بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة أيام،[١] شارك مع النبي عليه الصلاة والسلام في أغلب الغزوات والمشاهد، إلا غزوة تبوك كان قد خلفه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أهله، تولّى -رضي الله عنه- الخلافة لمدة خمس سنوات وبعدها توفي سنة أربعين للهجرة في الكوفة.[٢]


علم علي بن أبي طالب وروايته للحديث

عُرف -رضي الله عنه- بالفصاحة والبلاغة وبكثرة العلم؛ حيث كان من أشهر وأكبر علماء عصره وله الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة،[١] كما اشتهر ببراعته بالقضاء والفتوى، وإلى جانب مهارته بذلك علمه ومعرفته بكتاب الله وفهم معانيه ومقاصده وتفسير آياته وأسباب نزولها، فقد كان أعلم الصحابة بذلك،[٣] كما كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عالمًا في الأخذ والتحمّل عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومع كثرة تحمّله عن الرسول إلا أنَّه لم يروَ عنه إلا خمسمائة وستة وثمانين حديثًا فقط أمَّا سبب ذلك فهو لانشغاله بالقضاء والحروب،[٤] وقد رُوي عنه أنَّه قال: (كنتُ إذا سمعتُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حديثًا نفعني اللهُ بما شاء أنْ ينفعَني منه فإذا حدَّثَني عنه غيرُه حلَّفتُه فإن حلف صدَّقتُه وحدَّثني أبو بكرٍ وصدق أبو بكرٍ)،[٥] كما كان -رضي الله عنه- لا يحدّث من لا يثق به من أهل البدع وممن مصدر علمهم الافتراء والكذب.[٦]


خلافة علي بن أبي طالب

لم يكن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- راغبًا في تولّي الخلافة إلا أنَّه قد وافق بتولي الخلافة خشيةً على الإسلام والمسلمين بعد أن هدد الأمصار أهل المدينة بقتله وقتل طلحة والزبير -رضي الله عنهم-، واشترط على أهل المدينة أن يبايعوه علنًا في المسجد وبمشورة من الصحابة وكافة الناس،[٧] وكان ذلك سنة خمس وثلاثين للهجرة في المدينة المنورة واستمرت خلافته خمسة أعوام، وتميّزت فترة حكمه بالعديد من الإنجازات والتقدم، كما أنَّه نقل مقر خلافته في الكوفة.[١]


وفاة علي بن أبي طالب

خرج علي -رضي الله عنه- على المسلمين ليوقظهم لصلاة الفجر، ثمَّ دخل المسجد ووجد عبد الرحمن بن مُلجم الخارجي منبطحًا على بطنه وسيفه بجانبه على الأرض، فركله علي على بطنه وقال له لا تنم على بطنك فهي نومة أهل النار، وعندما قام علي ليصلي ركعتي الفجر وإذا بعبد الرحمن الخارجي يضربه بالسيف على جانب وجهه وفلقه، فقال علي -رضي الله عنه- الله أكبر لله الأمر من قبل ومن بعد، ومن ثمَّ طلب أن يجتمع بأبنائه وهو على فراش الموت، وأوصاهم بتقوى الله، وظل يردد لا إله إلا الله حتى توفاه الله.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت الموسوعات الثقافية المدرسية (17/6/2015)، "علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الشيخ محمد أبو عجيلة أحمد عبدالله (2/6/2009)، "الخليفة الراشد علي بن أبي طالب"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.
  3. إسلام ويب (25/9/2016)، "علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.
  4. إسلام ويب (28/12/2011)، "علي بن أبي طالب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.
  5. رواه ابن الوزير اليماني، في العواصم والقواصم ، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:284، حديث ثابت.
  6. موقع علماء الشريعة (24/3/2009)، "علي بن أبي طالب "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.
  7. محمد سهيل طقوش (17/9/2017)، "تولي علي بن أبي طالب الخلافة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/6/2021. بتصرّف.