علي بن أبي طالب هو أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف، ابن عمّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يُكنّى أيضا بأبي تراب، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هشام بن عبد مناف، وقد وُلد -رضي الله عنه- قبل بعثة رسول الله بعشر سنين، وكان أول مَن أسلم من الصبيان،[١][٢] وقد زوّجه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من ابنته فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- وأنجبت له الحسن والحسين -رضي الله عنهما-،[٣] وكان علي -رضي الله عنه- يتحلّى بالعديد من الأخلاق الحسنة كالزهد، والورع، والتواضع، والكرم والجود، والحياء والعفّة، والعلم الغزير، والحكمة ورجاحة العقل.[٤]


من أقوال علي بن أبي طالب

كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يُعرَف بفصاحته وبلاغته وحكمته، فكان له الكثير من الأقوال والحِكم، ومنها ما يأتي:[٥]


القول الأول

قال رضي الله عنه: "احفظوا عني خمسًا، فلو ركبتم الإبل في طلبهن لأنضيتموهن قبل أن تدركوا مثلهن، لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي جاهل أن يتعلم، ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: اللهم أعلم. واعلموا أن منزلة الصبر من الإيمان، كمنزلة الرأس من الجسد، فإن ذهب الرأس ذهب الجسد، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان"، وبهذا القول بيّن -رضي الله عنه- معالم الخير والصلاح التي يجدر بالمسلم التحلّي والاتّصاف بها.


القول الثاني

قال رضي الله عنه: "ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من عذاب الله، ولا يرخص لهم في المعاصي، ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير في عبادة لا علم فيها، ولا خير في علم لا فهم فيه، ولا في قراءة لا تدبر فيها"، ويُفهم من قوله -رضي الله عنه- أنّ العالِم الفقيه الحقيقي هو الذي لا يكون سبباً في قنوط الناس من رحمة الله -تعالى-، وأيضاً لا يكون سبباً في جعلهم يأمنون من عذاب الله فيفترون عن العمل.


القول الثالث

وقد قال -رضي الله عنه- في بيان فضل القرآن الكريم ومنزلته العظيمة: "اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا ما قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، ونقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوا من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به، وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله تعالى بمثله، واعلموا أنه شافع ومشفع، وقائل مصدق، وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة صدق عليه".


القول الرابع

قال رضي الله عنه: "يُغْسَل من بول الجارية، وَيُنضَحُ من بول الْغلام ما لم يطعم"، ويُفهم من قوله -رضي الله عنه- أنّ بول الجارية يُغسل بالماء ويُدلّك سواء كانت صغيرة أو كبيرة، أمّا بول الغلام فإنّه يُنضح بالماء أو يُرش دون الدلك، وذلك إن كان صغيراً لم يَطعم، أمّا إن كان كبيراً فإنّه يُغسل بالماء ويدلك.[٦]


القول الخامس

وصف الدنيا بقوله -رضي الله عنه-: "ما أصف لكم من دار ، من افتقر فيها حمد ومن استغنى فيها فتن ومن صحّ فيها أمن، حلالها الحساب وحرامها العقاب".[٧]


القول السادس

قوله: "اذكروا انقطاع اللذات، وبقاء التبعات"، حثّ -رضي الله عنه- على الإكثار من ذكر الموت الذي يُسبّب انقطاع وفناء جميع اللّذات من أكل وشرب، وزواج، ومال، والعلو في الأرض، ونحو ذلك، لأنّ ما يبقى هو التبعات أي المسؤوليات كالمال الذي سيُسأل عنه المرء من أين اكتسبه وفيما أنفقه، ومن وصل ومن قطع من الناس.[٨]


القول السابع

قوله: "الغيبة جهد العاجز"، بيّن -رضي الله عنه- أنّ الإنسان الناجح في حياته الذي يملأ وقته بكل ما فيه نفع وفائدة لن يكون لديه وقت ليغتاب الناس.[٨]


المراجع

  1. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 498. بتصرّف.
  2. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 495. بتصرّف.
  3. "علي بن أبي طالب"، قصة اسلام، 10-6-2010، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2021. بتصرّف.
  4. عبد الستار الشيخ، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين، صفحة 206-214. بتصرّف.
  5. "من حكم وأقوال الإمام علي"، قصة اسلام، 10-6-2010، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2021. بتصرّف.
  6. مثنى الزيدي (31-3-2016)، "دروس وفوائد من أقوال وأفعال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (2) بول الصبي والجارية "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2021. بتصرّف.
  7. أمين الشقاوي (26-3-2014)، "مقتطفات من سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2021. بتصرّف.
  8. ^ أ ب "علي بن أبي طالب"، موسوعة النابلسي، 22-11-1993، اطّلع عليه بتاريخ 31-10-2021. بتصرّف.