من هي الربيع بنت معوذ؟
هي الصحابية الجليلة الربيع بنت معوّذ بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارية، وهي من بيتٍ شهد رجاله غزوة بدر، ومنهم من استشهد فيها، فأبوها المعوّذ بن عفراء، وعفراء أمّه؛[١] من كبار أهل بدر، وهو أحد الذين قتلوا أبا جهل في غزوة بدر، فكانت ذات منزلةٍ رفيعةٍ وقدرٍ عظيمٍ، وأمها هي أم يزيد بنت قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، وزوجها هو إياس بن البكير من بني ليث، وأنجبت له محمد بن إياس -رضي الله عنهم وأرضاهم-.[٢][٣]
إسلامها ومبايعتها ومشاهدها
كانت الصحابية الربيع بنت معوذ -رضي الله عنها- ذات شأن ومكانة في الإسلام من بين الصحابيات، حيث أسملت وبايعت النبي -صلى الله عليه وسلم- بيعة الرضوان تحت الشجرة، وصحبته -عليه الصلاة والسلام- في غزواته، فكانت من الصحابيات التي تحضر الغزوات وتشارك فيها، فتقوم بخدمة الجيش وسقاية المحاربين، وعلاج الجرحى ومداواتهم، وإرجاع القتلى والجرحى من ساحة القتال إلى المدينة المنورة،[٤] فجاء عنها أنها قالت: "كُنَّا نَغْزُو مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَسْقِي القَوْمَ، وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الجَرْحَى وَالقَتْلَى إلى المَدِينَةِ".[٥][٦]
روايتها للحديث
روت -رضي الله عنها- عدة أحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث أُخرج لها في الصحيحين ثلاثة أحاديث،[٧] وحدّث عنها من التابعين؛ أبو سلمة بن عبد الرحمن، وسليمان بن يسار، وعباد بن الوليد، وأبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، ونافع وخالد بن ذكوان، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعمرو بن شعيب، وغيرهم.[٨]
ومن الأحاديث التي روتها صفة وضوء النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقالت: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، يَأتينا فحَدَّثَتنا أنَّهُ قالَ: اسكُبي لي وُضوءًا ، فذَكَرَتْ وضوءَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَت فيهِ: فغَسلَ كفَّيهِ ثلاثًا ، ووَضَّأَ وجهَهُ ثلاثًا ، ومَضمَضَ واستنشقَ مرَّةً ، ووضَّأَ يديهِ ثلاثًا ثلاثًا ، ومَسحَ برأسِهِ مرَّتينِ يَبدَأُ بمؤخَّرِ رأسِهِ ، ثمَّ بمقدَّمِهِ وبأذُنَيْهِ كِلتَيهما ظُهورِهِما وبطونِهِما ، ووضَّأَ رجلَيهِ ثلاثًا ثلاثًا).[٩][١٠]
كما وروت في باب الصيام، فجاء عنها في صيام عاشوراء: (أَرْسَلَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ: مَن أصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ، ومَن أصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ. قالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، ونَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ، أعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حتَّى يَكونَ عِنْدَ الإفْطَارِ).[١١][١٢]
بعض مواقفها مع النبي -عليه الصلاة والسلام-
روي عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد زارها ودخل بيتها ليلة عرسها وزفافها، وجلس على فراشها، وكان هناك فتيات صغيرات في السنّ يضربن في الدفّ، حيث قالت: (دَخَلَ عَلَيَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَداةَ بُنِيَ عَلَيَّ، فَجَلَسَ علَى فِراشِي كَمَجْلِسِكَ مِنِّي، وجُوَيْرِياتٌ يَضْرِبْنَ بالدُّفِّ، يَنْدُبْنَ مَن قُتِلَ مِن آبائِهِنَّ يَومَ بَدْرٍ).[١٣][١٤]
كا روي عنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتوضأ عندها، وكانت تسكب الماء عليه، كما جاء في الحديث الذي ذكر سابقاً، وكان عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قد أتاها فسألها عن صفة وضوئه -عليه الصلاة والسلام-.[١٠]
وفاة الربيع بنت معوّذ
توفيت الربيع بنت معوّذ -رضي الله عنها- في خلافة عبد الملك بن مروان سنة بضعٍ وسبعين للهجرة.[١٥]
المراجع
- ↑ ابن كثير، التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل، صفحة 239. بتصرّف.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 329. بتصرّف.
- ↑ ابن باديس، آثار ابن باديس، صفحة 113. بتصرّف.
- ↑ الزركلي، الأعلام، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء ، الصفحة أو الرقم:2883، حديث صحيح.
- ↑ ابن الجوزي، صفة الصفوة، صفحة 341. بتصرّف.
- ↑ ابن الجوزي، كشف المشكل من حديث الصحيحين، صفحة 472. بتصرّف.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 132-. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، الصفحة أو الرقم:126، حديث حسن.
- ^ أ ب ابن عبد البرّ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1837. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، الصفحة أو الرقم:1960، حديث صحيح.
- ↑ "الربيع بنت معوذ النجارية"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 14/11/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، الصفحة أو الرقم:4001، حديث صحيح.
- ↑ النووي، تهذيب الأسماء واللغات، صفحة 343. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 1078. بتصرّف.